Mimo4ever | محمد زايزون | | |
عدد المساهماات : 6778 العمر : 38 النقاط : 7700 التّقييم : 32 الإنتساب : 18/04/2008 . :
وسام الرتبة الأولى
في المسابقة الرمضانية الكبرى
|
| موضوع: كان هنا..! الأحد 17 أكتوبر 2010, 01:35 | |
| كما يفعل عادة ، علق معطفه على مؤخرة الكرسي ،و وضع ملفا على المكتب ... ثم غادر المكتب إلى المقهى القريب من إدارته , ليحتسي كأس قهوة ، تنبهه إلى أن عليه "الاستفاقة " من الغفوة ، فهو و إن جاء إلى مقر العمل،فلا زالت عيناه شبه مغمضتين، و دماغه "ثقيل" ، و يشعر بارتخاء جسده ... فقد قضى الليلة سهرانا، ولا زال لم يستوف نصيبه من ساعات النوم ...بقي المواطنون ينتظرون مجيئه بباب المكتب وأعينهم مسلطة على المعطف ...معطف يشهد و يموه،ويرد على كل من أطل بعنقه إلى داخل المكتب : ـ "كــان هنا" وقد خرج ، وسيعود بعد قليل ، ربما ذهب إلى مكتب آخر لتسوية ملف،أو القيام بعمل ما ، أو إلى مكتب السيد الرئيس لاستشارته في موضوع ما... لا تقلق يا سيدي ، سيعود بعد قليل ، إلزم مكانك ، وحافظ على " دورك " ، وإلا ستفقده بقدوم مواطنين آخرين ، لا تقلق يا أخي ولا تتسرع ، فقد قيل " الفأر المقلق من سعد القط " و " اللي زربوا ماتوا " ... ـ " حتى اللي تأخروا ميتين " .عجيب ، حتى معطفه تعلم كيف يموه ويرد على المواطنين ، ولكنه محق في كلامه ، فعلي أن أصبر لكي لا أضطر للمجيء مرة أخرى ... دخل الرئيس المكتب ، لم يمهله المعطف حتى يسأل ، بادره بالكلام : ـ صباح الخير سيدي الرئيس ،لقد" كان هنا " ، و بدأ في معالجة هذا الملف ، وربما احتاج إلى وثيقة أومعلومة أو توضيح ... فاضطر للخروج إلى مكتب آخر ... ـ لابأس ، همس الرئيس، ثم غادر المكتب . إستأذن أحد الجالسين قربه بأن يأخذ "الولاعة" لإشعال سجارته...فاتحه بالحديث...استرسل حديثهما و تنوعت مواضيعه،شملت الحياة و مشاكلها،والإدارة وهمومها،و الأمة وآلامها و أحزانها،و البلاد وتخلفها ومأساتها...قارنوا بين أبنائها وأبناء الأمم الأخرى... ومرة مرة يحاولان تعبئة بعض خانات الشبكة الموجودة أمامهما ، إستوقفهما سؤال بالشبكة حول مدينة يابانية انبعثت من رماد قنبلة نووية أمريكية ، حرك السؤال ذاكرة جليسه ،فبدأ يحكي له عن برنامج حول الشعب الياباني،شاهده بالتلفاز،يبين كيف أن كل موظف يواظب على عمله، ولايتملص منه ، ويلتزم بمكتبه ، ولا يغادره إلا لضرورة قصوى،معلنا وقت خروجه ووقت رجوعه ... على سبورة معدة لذلك ، حريصا على العودة في الوقت لاستئناف عمله ...وهكذا فإن مصالح المواطنين لا تضيع... ليخلص الى أن هذا السلوك هو ما جعل اليابان ترتقي إلى أعلى المراتب... لم يعجبه هذا الحديث، و دون أن يظهر ذلك رد على صاحبه: ـ ولكن ، تلك اليابان،فالظروف فيها مهيأة للعمل مساعدة عليه... أما عندنا فذاك شيء آخر ، فلا شيء يساعد على العمل ... ـ ولكن من هيأ الظروف ؟ هل أتت هكذا ؟ هل نزلت عليهم من السماء ؟ إنه الإنسان الياباني هو الذي هيأها وجعلها مواتية ... فكل واحد يقوم بواجبه ، إنطلاقا من الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن والمواطنين ... إسترسل حديثهما ، و المواطنون ينتظرون بباب المكتب لقضاء أغراضهم... طال انتظارهم ونفذ صبرهم ، إرتفعت همهماتهم ، وبدأت أصواتهم تعلو استنكارا واحتجاجا على تأخر الموظف وتعطيل مصالحهم ... ، وتحولت جملا تعبر عن استيائهم واستنكارهم ... : ـ أما آن لهذا الموظف أن يحضر ؟ ـ ما هذا المنكر ؟ ـ " واش ما عندنا شغل غير هذا ؟ "... تدخل المعطف مرة أخرى : ـ لا تقلقوا يا سادة ، فمن أراد قضاء حاجته عليه بالصبر ، أو تركها ، فقد قيل : " كم من حاجة قضيناها بتركها " ـ كيف لانقلق وقد طال انتظارنا ، ونفذ صبرنا ، ولا وقت لدينا نضيعه هنا ... ـ إن كان لابد من القلق ، فالأولى أن أقلق أنا وأحتج ، أنا الذي أعلق يوميا على مؤخرة الكرسي ، وأضطر للرد على المواطنين ، وزملائه ، ورئيسه ... إنكم لا تعرفون مقدار الحرج الذي أشعر به وأنا أقوم بدور تمويهي لا أرغب فيه ... والله إنني أشعر بالحياء ، حتى يمتقع لوني ، مما أقوم به ، ولا يستحيي هو مما يفعل ، وعندما يلاحظ امتقاع لوني ، ويرى أنني لم أعد " مشرفا " يغرقني في دوامة ببطن آلة تعصرني عصرا ، يعرضني بعدها للكي ك " آخر دواء " لعلي " أسترجع عافيتي " فأكون في المستوى المشرف للتمويه ... إصبروا يا سادة ولا تقلقوا ، فأنتم لم تشاهدوا شيئا مما يجري هنا ، ربما سمعتم ، ولكنكم لم تشهدوا ولم تشاهدوا تصرفات وسلوكات ومعاملات لا يقبلها دين ولا تستسيغها قيم ولا مبادئ ولا مروءة ولا مواطنة ... ضرب بقعر الكأس على الطاولة بعد أن عب ما بقي بها من قهوة ، فانتصب واقفا ، ودع جليسه ، ثم غادر المكان بعد الإشارة إلى النادل بتسجيل ثمن القهوة ... وجد أمام المكتب طابورا من المواطنين في انتظاره ، تأفف ودلف إلى المكتب دون إلقاء التحية ... بدأ باستقبالهم لطرح قضاياهم ، ومعالجة ملفاتهم ... تناول وثائق من بعضهم ، صرف كل واحد بطريقة ما ،ظل آخرون ينتظرون بباب المكتب معتقدين أنه لن يغادر المكتب حتى يسوي ملفاتهم ، لأن الإدارة تعمل بالتوقيت المستمر، خرج إليهم وطلب منهم الرجوع مساء " بعد الغذاء " . رجعوا مساء فلم يجدوا لا الموظف ولا المعطف ليقول لهم : ـ " كان هنا ".م ع الرحمن الهاشمي علوي
توقيع Mimo4ever | منتدياات حد الغربية
|
|
|
zaizon | مراقب إداري | | |
عدد المساهماات : 11413 العمر : 35 النقاط : 10127 التّقييم : 21 الهواية : كل الهوايات المحمودة الإنتساب : 23/04/2008 . :
------------------
الوسام إهداء من مغربية وافتخر
مسؤولة كشاكيل وألبومات
حد الغربية
|
| موضوع: رد: كان هنا..! الأحد 17 أكتوبر 2010, 10:25 | |
| كان هنا....هي كلمة أصبحت تتردد بكثرة بإداراتنا المغربية
لكن من المسؤول حقا عن هذا الوضع ؟؟ هل الموظفون وحدهم؟؟ أم أننا لنا نصيبا في المسؤولية؟ معالي المدير المحترم ان الحل الوحيد للحد من انتشار " كان هنا " وتعويضها ب
" انه في مكتبه ...تفضل " على كل مكونات المجتمع منا بدءا من المواطن وجمعيات المجتمع المدني والنقابات والاحزاب وكبار المسؤولين الوقوف أمام التراخي والتقصير في القيام بالمهام الموكولة الينا.....فكل مواطن غيور على دينه ووطنه ومحب لهما وجب عليه أن ينفذ كل مهمة توكل اليه في عمله الذي يخدم به الاخخرين ويقضي لهم مصالحهم بكل تفان وإخلاص ...والا فعلى ذوي النفوذ والمناصب العليا بهذا الوطن الغالي
أن يستخذموا صرامتهم ليس مع المواطن " الدرويش" بل مع هؤلاء المقصرين والمتمارضين والمتخاذلين في أعمالهم...أشكرك من الأعماق على أهمية الادراجوأقول لك أن الرسالة وصلت...لكن لاحياة لمن ننادي
توقيع zaizon | منتدياات حد الغربية
|
|
|