في حديثي مع بن بركة

10/05/2008

في حديثي مع بن بركة

في حديثي مع بن بركة TFZ76380

سفيان الحمريطي

ما زلت أتذكر الحوار الذي أجريته مع المناضل والرمز المغربي المهدي بن بركة كما لو جرى البارحة. لكلماته وقع يتسلل إلى مخيلتي كلما واجهت مواقف عصيبة، فقوة أفكاره ونبرات صوته ودقة ملاحظاته، كانت تنم عن ذهنه النافذ.
كما ليس بمقدوري تناسي اللحظات الأولى لذلك اليوم، كيف أعددت نفسي وودعت عائلتي الصغيرة منطلقا نحو القطار، وأنا أردد بضع كلمات لطرد الحظ السيء عني.
و أشد ما يدعوني للتعلق بصورته، ذلك الجواب الساخر عن تساؤلي حول إمكانية بناء مغرب حداثي ودمقراطي، مغرب يحتوي ملايين المغاربة تحت قدم المساواة، حيث تهدم الطوابق وتندثر الفوارق.
لقد كان جوابه على النحو الآتي، «........................... ووزراء جرأة اتخاذ الأمور، بالاضافة إلى زعماء لا يعرفون خبايا ما يجري و يدور، في وقت تتسع فيه دائرة شعب مقهور، يستحيل تحقيق ذلك، فرجالات الأمس، صارت أطفالا لليوم. لذا لا تلتمس تقويم ما لا يستقيم...».
جواب مختزل لكل الأوضاع التي تميز بها المغرب في هذه الحقبة. مع نقد ولوم لأناس خذلوا شعبا بأكمله، أما المتعنتون منهم، فسرعان ما حجزت لهم شقق فاخرة بفنادق مصنفة وطنيا، من قبيل تازمامارت وتمارة.
وككل حوار لا بد من وجود لحظة ذات طابع فكاهي، تولد لدى المتتبع رغبة المتابعة، وهي هنا متواجدة في الخاتمة. فما إن مددته يدي، حتى سحبتني والدتي من على الفراش محاولة إخباري أنني تأخرت عن الذهاب إلى الجامعة. لأكتشف أن ما حدث كان مجرد حلم.
حلم يحاول تذكيرنا أن ما نعيشه تحت لواء الدمقراطية والحداثة بمغرب اليوم، لا يختلف«مضمونا» عن مغرب الستينيات، الحافل تاريخه بقضايا انتهاكات حقوق الانسان والجمر والتخلف...
مجرد حلم، يصب مع باقي أحلام المغاربة...بوادي الأمل.

توقيع nirvana

منتدياات حد الغربية