سحر القران

16/03/2009

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الكريم.. وعلى آله وأصحابه أجمعين..
" سحر القرآن" فيه جوانب شتى من إعجاز البيان في القرآن الكريم، وكل معنى هو أجمل من الأخر، فحيرني ماذا أقول وماذا أترك؟هذه إجابات "الإمام الرازي" على بعض الأمور التي قد تستشكل على الناس في بيان القرآن،ولجمال هذا الأمر ولوروده كثيرا في القرآن أحببت أن أقول لكل قارئ للقرآن يشكل عليه شيء من كتاب الله عز وجل.. تذكر أن النقص في قدرتك، في علمك، في معرفتك، وليس في القرآن الكريم {فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}هنا المزيد من أسئلة "الإمام الرازي" وأجوبته على هذه الإشكالات التي قد يجدها بعض الناس في كتاب الله عز وجل.
{أقترب للناس حسابهم} يسأل "الأمام الرازي" يقول قد يشكل على بعض الناس، كيف يصفه بالقرب وقد مضى من وقت هذا الإخبار إلى اليوم أكثر من 1400 سنة..؟ يعني فمضى وقت طويل، فكيف لم يوجد يوم القيامة بعد يوم الحساب بعد! وهو موصوف بأنه قريب يقول "الإمام الرازي: معناه أنه قريب عند الله تعالى وإن كان بعيدا عند الناس كما قال تعالى {إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا} وقال تعالى {ويستعجلونك بالعذاب وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} فألف وأربعمائة سنة يعني يوم ونصف فهي قريبة بالنسبة لله عز وجل..
والثاني: والتي قد يجاب بها على هذا المعنى أنه قريب بالنسبة إلى ما مضى من الزمان النبي صلى الله عليه وسلم يقول يعني معنى الحديث "إن مثل ما بقى من الدنيا في جنب ما مضى كهاتين بعثت أنا والساعة كهاتين فإذا هذا ما مضى وهذا الذي بقى فإذا يعتبر قريب".
المعنى الثالث: الذي قد يرد به على هذه المسألة المراد بقرب الحساب {اقترب للناس حسابهم} أقترب لكل إنسان حسابه في قبره إذا مات ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم "من مات فقد قامت قيامته" فسيحاسب في قبره إذا.
الرابع: أن كل شيء أتي قريب حتى لو طالت أوقات استقباله وترقبه.. وإنما البعيد الذي وجد فأنقرض كما يقولون ولهذا يقول الناس إذا سافروا من بلد إلى بلد خلاص أعطوا ظهرهم للبلد الماضي خلاص بالنسبة لهم مضى هذا فالبلد الثاني يعتبر أقرب وإن كان هو في الحقيقة أبعد مسافة فهذا من الإجابات اللطيفة عند "الإمام الرازي".
من الأسئلة الجميلة التي يسألها الإمام الرازي يقول قوله تعالى {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، هل كان صلى الله عليه وسلم رحمة للكافرين؟ ألم يكن صلى الله عليه وسلم للذين كفروا وماتوا على الكفر؟ ألم يكن صلى الله عليه وسلم نقمة عليهم ؟لأنه لولا إرساله إليهم لما عذبوا بكفرهم الله سبحانه وتعالى يقول {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} فلما معنى الكلام أنه لما بعث محمد صلى الله عليه وسلم وكفروا به استحقوا النار طيب.. لو لم يبعثه ما استحقوا النار..
هذا قد يشكل على بعض الناس يقول "الإمام الرازي": قلنا بل كان رحمة صلى الله عليه وسلم للكافرين أيضا حيث أن عذاب الاستئصال أخر عنهم بسببه.. لولا وجوده لكان عذابهم قبل ذلك، هذا معنى..
والثاني: أنه كان رحمة عامة من حيث أنه جاء بما يسعدهم أتبعوه أو لم يتبعوه، الذي ما أتبعه هو الذي قصر النبي صلى الله عليه وسلم هو رحمة هو الرحمة لكن هم لم يأخذوا هذه الرحمة فمثل هذا يقول "الإمام الرازي": مثله صلى الله عليه وسلم كمثل عين ماء عذبة فجرها الله تعالى فسقى أناس منهم زرعوهم ومواشيهم ويعني افلحوا، وبعض الناس رغم وجود الماء العذب لم يشربوا منه لم يسقوا منه لم يعطوا حيواناتهم منه ،فقصروا فصار عليهم نقمة.. فإن كان قصر البعض وفرطوا فهم السبب في هذا التفريط.
المعنى الثالث: أن المراد بالرحمة أنه هو صلى الله عليه وسلم كان رحيما هو رحمة هو رحيم مراد بالرحمة رحيم فالنبي صلى الله عليه وسلم كان رحيما بالمؤمنين وكان أيضا رحيما بالكافرين ألا ترون أنه لما شجوه صلى الله عليه وسلم شقوا رأسه صلى الله عليه وسلم ، وكسروا رباعيته كسروا أسنانه صلى الله عليه وسلم ، حتى خر مغشيا عليه يوم أحد، ماذا قال صلى الله عليه وسلم لما أفاق؟ ما قال ربي لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا.. وإنما قال صلى الله عليه وسلم "اللهم أهدي قومي فإنهم لا يعلمون" فهذا كله من رحمته صلى الله عليه وسلم.
سؤال أخر يسأله "الإمام الرازي" يقول نور الله تعالى، لماذا مثل الله تعالى نوره أي معرفته وهداه في قلب المؤمن بنور المصباح في قوله تعالى {مثل نوره }"في قلب المؤمن"{ كمشكاة فيها مصباح} ولم يمثله بنور الشمس مع أن نور الشمس أتم وأكمل يقول "الإمام الرازي" قلنا المراد تمثيل النور في القلب والقلب في الصدر والصدر في البدن شبه ذلك بالمصباح والضوء أو الفتيلة في زجاجة والزجاجة في كوة فتحة داخل الحائط لا منفذ منها وهذا التمثيل يناسب القلب الذي فيه نور أكثر مما تناسبه الشمس التي لا شيء حولها معنى أخر نور المعرفة له مجموعة أدوات آلات يتوقف على اجتماعها لابد من الذهن والفهم والعقل واليقظة، وانشراح القلب وغير ذلك، حتى يقدح الذهن.. كما أن نور القنديل يحتاج إلى اجتماع القنديل والزجاجة والزيت، وغير ذلك..
سبب ثالث: نور الشمس يشرق متوجها من الأعلى إلى الأسفل بينما نور المعرفة يتوجه من الإنسان ليعرف الله عز وجل.
معنى رابع: أن نور الشمس يظهر فقط في النهار بينما نور المعرفة يشرق بالليل والنهار وكذلك نور المصباح .
المعنى الخامس: نور الشمس يعم جميع الخلائق بينما نور المعرفة لا يصل إليه إلا بعض الناس كنور المصباح الكفار لا يصلون إليه وغيرها، وغيرها فتأملوا في قدرة الله عز وجل واختياره لهذا المثل العجيب العظيم .
يقول "الإمام الرازي": في أسئلته عن القرآن يسأل أسئلة قد يكون سؤالها وقد تكون خطرت في أذهان بعض الناس وقد يكون يجيب بها على احتمال أن تسأل ليبين صفا القرآن وامتناعه عن كل تناقض يسأل عن قوله تعالى {خمسين ألف سنة} يقول كيف قال الله تعالى في آية {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون} بينما في سورة "المعارج"
يقول الله سبحانه وتعالى:{تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} يقول "الإمام العظيم الرازي" قلنا المراد بالأول ألف سنة مسافة لاحظوا الكلام هناك عن الأرض فمسافة عروج الملائكة من الأرض إلى السماء يأخذ ألف سنة حتى بعض الناس فسروا وقالوا يأخذوا 500 سنة مسافة ما بين الأرض والسماء و500 سنة مسافة سمك السماء الدنيا، بينما في الحالة الثانية الكلام ليس عن الأرض وإنما يعرجون إليه سبحانه فمسافة عروج الملائكة من الأرض إلى العرش أو من السماء إلى العرش تأخذ خمسين ألف سنة هذا معنى، تفسير أخر أن المراد في الآيتين يوم القيامة ومقداره بالنسبة للناس ألف سنة في حساب الناس في حساب أهل الدنيا ألف سنة يفسره قول الله سبحانه وتعالى في الآية الأخرى {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون}. بينما معنى قوله خمسين ألف سنة تعنى الحساب تعني الحساب أي لو تولى غير الله عز وجل الحساب في حساب أهل الدنيا لأخذ خمسين ألف سنة بينما الله سبحانه وتعالى حسابه سريع..
المعنى الثالث: أنه كألف سنة في حق عوام المؤمنين لكن الكفار يستشعرون كأنها خمسين ألف سنة فهي قضية شعورية تمر على المؤمن بسرعة وتمر على الكافر بشدة وهذا يعني كثير موجود في الأحاديث يعني في بعض خواص المؤمنين بعض الأتقياء يمر عليهم هذا الوقت كله ِِكأنه ساعة يؤيده ما روي أنه "قيل يا رسول الله يوم مقداره خمسون ألف سنة ما أطوله فقال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليخفف على المؤمنين حتى يكون أخف عليهم من صلاة مكتوبة يصليها أحدهم في الدنيا" وروي أن أبن عباس رضي الله عنهما لما سئل عن هاتين الآيتين قال يومان ذكرهما الله تعالى في كتابه أني لأكره أن أقول في كتاب الله بما لا أعلم ما أدري لكن أيضا من تفاسيرها أن الأيام العادية هي عند الله كألف سنة مما نعد بينما يوم القيامة يوم خاص فيمدد ذلك اليوم فيكون خمسين ألف سنة إذا هو ألف سنة لكل يوم عادي،ويوم القيامة يوم خاص فيكون خمسين ألف سنة.
من المعاني أو من الأسئلة الأخرى التي يسألها "الإمام الرازي" يقول عن قوله تعالى {ومن يؤمن بالله يهدي قلبه} من يؤمن بالله يهدي قلبه هذا في سورة "التغابن" آية 11.. الهداية سابقة على الإيمان أنه لولا سبق الهداية لما وجد الإيمان أصلا، لو ما اهتدى ما أمن فيقول "الرازي" رحمه الله قلنا ليس المراد يهدي قلبه للإيمان وإنما يهدي قلبه لليقين عند نزول المصائب فيعلم" أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه"،فإذا الحديث ليس عن الإيمان وإنما الحديث عن اليقين عند المصائب.
المعنى الثاني: أو التفسير الثاني يهدي قلبه للرضا والتسليم عند نزول المصائب.
المعنى الثالث: يهدي قلبه للاسترجاع عند نزول المصائب فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون.
المعنى الرابع: يهدي قلبه أي يجعله ممن إذا أبتلي صبر وإذا أنعم عليه شكر وإذا ظلم غفر.
والمعنى الخامس: يهدي قلبه لإتباع السنة إذا صح إيمانه فإذا كل هذه معاني ومن يؤمن بالله إيمانا خالصا يسكن قلبه ويطمئن عند نزول المصائب خاصة أن السياق يشير إلى هذا المعنى، فصحيح الهداية هي التي تؤدي إلى الإيمان لكن الله سبحانه وتعالى هنا يتكلم عن شيء أعلى من ذلك وهو الرضا والتسليم بقضاء الله تعالى وقدره. "ننتقل هنا عن الحديث عن قوله تعالى {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}. كيف يصف القرآن بالثقل؟ يقول "الإمام الرازي" قلنا فيه وجوه يعني عدة معاني.
أحدها: أن الوحي كان ثقيلا عند نزوله على الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل منه العرق الشديد في اليوم الشديد البرد.
معنى أخر: أن العمل بكل ما جاء في القرآن من تكاليف ثقيل شاق يحتاج إلى إرادة وهمة.

المعنى الثالث: أنه ثقيل في الميزان يوم القيامة من جاء يوم القيامة ومعه قرآن حافظه وتلاه وعمل به فسيكون ثقيلا في ميزانه.
المعنى الرابع: أنه ثقيل على المنافقين لا يتحملونه ولا يتحملون سماعه ولا قرأته ولا العمل به.
المعنى الخامس: أنه ثقيل بمعنى أنه كلام له وزن ورجحان كما يقال للرجل العاقل رزين راجح، إحنا نقول حتى العامية نقول رجل ثقيل يعني موزون فمعنى ثقيل أنه رزين وراجح.
المعنى السادس: أن كلام القرآن ثقيل بمعنى أن القرآن ليس بكلام سفساف، وإنما كلام موزون وثقيل فلعل هذا في تفسير هذه الآية والإشارة إلى أن القرآن ثقيل معنى عظيم وفيه مدح للقرآن الكريم يسأل أيضا، لماذا خصص الله سبحانه وتعالى ذكر صفة الكرم دون الصفات الأخرى في قوله تعالى {ما غرك بربك الكريم}..؟ ،لماذا ما قال بربك العظيم أو برك الحليم؟ لماذا أختار الكريم؟ فمن ما قال المفسرون في ذلك أختار الكريم قال ذلك: لطفا بعبده وتلقينا له الحجة والعذر ليقول يوم القيامة، لماذا لما يسأل؟ لماذا تجاوزت الحدود في حقي يا عبد؟ فيقول غرني كرم الكريم أنا أتعامل مع كريم أعرف أنه لن يبخل علي ولو سألني الله هذا السؤال لقلت غرني ستورك المرخاة هكذا يقول "الإمام الرازي" لن أقول غرني كرمك وإنما غرني سترك فحتى لا يتجرأ أحد على الله يقوم يعمل معاصي ويقول أنت كريم هو صحيح كريم لكن لا تتجرءوا على الله عز وجل.. وفي ذلك يروى أن "الإمام علي" كرم الله وجهه ورضي عنه صاح بغلام عنده عبد فناداه فلم يجيب فناداه فلم يجب فناداه فلم يجب فلما أقبل سأله الإمام علي أمير المؤمنين رضي الله عنه ما لك لم تجبني فقال العبد لثقتي بحلمك وأمني عقوبتك، فاستحسن الإمام علي هذا الجواب جواب عجيب فيه مدح، فقال أنت حر لوجه الله لهذا.. قالوا من كرم الرجل كلما زاد كرمه يسوء أدب خدمه.. بعض الناس اليوم خاصة الأخوات يقول: لا تعاملوا النساء لا تعاملوا الخدم بلطف وبأدب يجرءوا عليكم ..هو صحيح هذا لكن صاحب الخلق ما يستطيع إلا أن يتفاعل بهذه الطريقة ويعني بالعكس هذا مدح أن الإنسان.. يعني يتعامل مع من حوله بأدب وبلطف حتى لو تجرءوا عليه أحيانا فيتحمل فيتخلق بهذا الخلق الكريم الله سبحانه وتعالى يعلمنا هذا المعنى.. فالحق الواجب طبعا على الإنسان ألا يغتر بكرم الله عز وجل وجود الله وستر الله وحلم الله على خلقه وإسباغ النعم الظاهرة والباطنة عليه.. فيقوم والله لأن الله كريم والله حليم وكذا فيتجرأ فيعصيه ويكفر بنعمته اغترارا بفضله سبحانه.. فطبعا هذا سوء أدب مع الله عز وجل هو يكرم وأنت تتجرأ المفروض لما يكرمك أنت تتعامل معه سبحانه بمزيد من الوقار ومزيد من الاحترام والتأدب ولا تتجرأ على الله عز وجل، ولهذا جاء في الأثر أنه لما بعض السلف قرأوا هذه الآية قالوا :غره جهله بكرم الله عز وجل.. و"عمر" رضي الله عنه لما قرأ هذه الآية قال: غره حمقه وجهله والحسن يقول غره والله شيطانه الخبيث الذي زين له المعاصي فقال له أفعل ما شئت وربك كريم فإذا هذا من المعاني العظيمة التي يجب ألا نتجرأ على الله عز وجل .
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووول

توقيع سالي

منتدياات حد الغربية

شخصية هامة · 14/03/2009

اختي الغالية سالي عجزت عن التعبير لك عن مدى شكري لك

عما طرحته لنا من افادة بالفعل اختي فاعظم شيئ هو كلام الله عز وجل

وان قرانا القران بتمعن وتدبر سنجده بالفعل سحر لكن سحره جميل

اجدد شكري لك واصلي

توقيع lacost

منتدياات حد الغربية

مراقب إداري · 23/04/2008

أختي الغالية سالي
بكل عبارات الشكر والتقدير
أقول لك شكرا لك وجزاك الله خير الجزاء
عمل رااااائع ومجهود موفق باذن الله
أسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه
أنت أيضا نفتقد وجودك بيننا أحيانا
أتمنى أن يكون مانعك من الحضور خيرا ان شاء الله
وللاشارة فقط فان مايجري حوله هذا الموضوع أعلاه
تعالجه وتتطرق اليه برامج كبرى في قنوات كبرى
وهذه الأيام شاهدت برنامجا له نفس العنوان -سحر القران-
ويتحذث عن معجزات القران وكذا تفسير بعض الايات القرانية التي تتحذث عن واقعنا اليوم
عموما أشكرك جزيل الشكر وأتمنى أن تواصلي ولا تفاصلي

توقيع zaizon

منتدياات حد الغربية

25/03/2009

بارك الله فيك اختي وجازاك الخير

توقيع ThE_GhOsT

منتدياات حد الغربية