المتفائل | عضو ذهبي | | |
عدد المساهماات : 569 العمر : 94 النقاط : 584 التّقييم : 7 الهواية : التنبؤ بالماضي الإنتساب : 25/04/2008 . :
|
| موضوع: من أين يستمد المغاربة شرعية التبرك وزيارة الأضرحة والأولياء؟ الجمعة 01 مايو 2009, 17:21 | |
| إن هذه الممارسة المتمثلة في زيارة الأضرحة والأولياء قديمة جدا وقد نجدها في مجتمعات عديدة، ذلك أن هذا النوع من المعتقدات ليست وليد الزمن الحاضر بل ارتبط بتطور البشرية فالإنسان منذ القدم وفي أي مكان تعامل مع الظواهر الطبيعية والاجتماعية تعاملا عقائديا خرافيا حيث يرد عدد من النكبات والأزمات إلى كائنات خرافية غير موجودة لكنه يعتقد في قدرتها على تحقيق الأشياء التي عجز عنها وإعانته ومساعدته أمام ما يعترضه من صعوبات وما يجتازه من أزمات وهذا الدور هو ما ينطبق بالضبط على زيارة الأضرحة والأولياء قصد قضاء حاجات لم يستطع هذا الإنسان قضاءها بالطرق الطبيعية والمعتادة. ما يلفت الانتباه في المغرب كما في عدد من البلدان العربية الإسلامية هو تلك المكانة البارزة التي تحتلها الأضرحة والأولياء في الثقافة والمخيل الشعبي عموما ورسوخها في أوساط العامة لدرجة يمكن التساؤل فعلا عن طبيعة الفكر الذي دعم هذه الأهمية ورسخ بالتالي عددا من الطقوس التي لا تزال حاضرة بقوة إلى اليوم. كما أن التبرك بهذه الأماكن يختلف تبعا للكرامات التي يتمتع بها ذلك الولي أي أننا نجد أن هذا الولي أو الضريح يتخصص في كذا والآخر في شيء مختلف كأنه نوع من توزيع الأدوار بين هؤلاء الأولياء من أجل الاستجابة لحاجات الناس المتباينة ويبدو أن خدام هذه الأضرحة والمستفيدون منها قد كان لهم دورا بارزا في ذلك كما أن الصدفة أحيانا ما تساهم هي الأخرى في ذلك كأن يشفى أحد بطريق الصدفة من مرض ما لما كان في زيارة هذا الولي فيشاع أن فلان شافاه الولي كذا من مرض كذا...
و مما لا شك أن الإيمان بالخرافات هو نتاج للعلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتخلفة التي قد تسم مجتمعا من المجتمعات وهو نتيجة حتمية للبنية الذهنية وطبيعة الحالة النفسية للأفراد والجماعات على حد سواء وهو لجوء واحتماء ببركات مزعومة وبالتالي هي خلاصة طبيعية لقهر نفسي مورس على هذه الشرائح، استجابت له بهذه الطريقة نتيجة للجهل وقلة المعرفة فكلما تعرض شخص أو جماعة لهزة نفسية عنيفة إلا ويجد أمامه من ينصحه بالذهاب إلى الولي الفلاني... فيجري الناس وراء اعتقادات خرافية عطلت لديهم آليات العقل والتفكير المنطقي مما ولد لدى العديد من أفراد مجتمعنا نوعا غريبا من الإتكالية والعجز الفكري وقابلية تصديق أي خطاب مقدس من هذا القبيل.... وهذا لا يرتبط بالعصر الحالي بل يمكن القول أن غالبية المدن والقرى بالمغرب منذ الماضي حملت أسماء أولياء وأصحاب الأضرحة وهذا يدل على المرتبة المتقدمة التي كانت لهؤلاء في أذهان الناس والسلطة أيضا
و من الأسباب الرئيسية لانتشار هذه الظاهرة هو التشجيع الذي لقيته من السلطة في الماضي والحاضر ذلك أن العديد من المؤسسات الحكومية والسلطات المحلية تدعم هذه الطقوس والعادات التي قد تكون غريبة في الغالب الأعم بدعوى تنظيمها أو مراقبتها عوض أن تحاول تدريجيا التخلص منها والحد من تأثيرها على الأقل وكان من الممكن لو أرادت السلطة أن تحول هذه المواسم من طابعها الخرافي الشعوذي إلى مواسم ثقافية تنموية اجتماعية واقتصادية وهذا ما قد يجعلنا نتساءل: هل الدولة هي الأخرى تؤمن بهذه الطقوس وبقدرة الأولياء على القيام بما عجزت هي عليه، إذا كان الأمر كذلك فما عليها إلا أن تسلمهم مقاليد الحكم.... إن الدولة المغربية شجعت وتشجع الناس على الأضرحة والأولياء لإبعادهم ما أمكن عن التفكير في السلطة والحكم ومصير البلد... ومن المعروف أن التوظيف السياسي لهذه العملية ما يزال مستمرا لاسيما في فترات الانتخابات حيث يسارع المرشحين ويتسابقون إلى القيام برعاية طقوس الأولياء والأضرحة لإمالة العامة، وتبركا في بعض الأحيان ببركتهم، قد يصرف المرشح في بعض على ولي أو ضريح ما لا يصرفه على محو الأمية في المنطقة، وذلك أمر طبيعي ما دام أن استمراره مرتبط ببقاء الأمية واستمرار الجهل.
إن هذه الأماكن يعتبرها الناس أماكن مقدسة وخالصة تضم قبور أشخاص فوق العادة ذوي معجزات معينة، وهذه المعجزات مستمرة حتى بعد موتهم أي أن قاصدي هذه الأضرحة والمزارات لا يؤمنون بحدود المنطق وبالتالي فإن ممارساتهم يجب أن تسمو على الطبيعة وعلى ما هو اعتيادي ومألوف ومن ثم فإن سلوكهم يكون غرائبيا وعجائبيا من جهة للتدليل على مكانة الولي وعلوه ومن جهة لإمالة الناس وجعلهم أكثر تصديقا لما يقال عن هذا الولي وبالتالي وضعهم في موقف تصديق كل الخرافات والطقوس الخاصة به..
إن قوة الايمان بهذه الخرافات جعلت بعض الاضرحة موسما للمثليين و الشواذ كما هو الحال في سيدي علي بن حمدوش الذي يحظى بحماية أكثر من اللازم من طرف المؤسسة المخزنية إن ظاهرة سيدي على بن حمدوش رغم غرابتها بعض الشيء إلا أنه ينطبق عليها تماما ما ينطبق على كل الخرافات والطقوس المرتبطة بالأولياء فالذهن الاجتماعي ما يزال قادرا على توليد العديد من الممارسات الغريبة الشواذ كباقي الأفراد في المجتمع لابد أن يكون لهم ولي يحجون إليه معتقدين أنه ملهمهم وحاميهم يتبركون ببركته... وقد يكون هذا الولي أيا كان قد تكون الصدفة أن أحد الشواذ مارس أول شذوذه بهذا الولي مثلا أو شيء من هذا القبيل وشاع ذلك فيما بين الشواذ ذلك قد يكون مشابها للشخص الذي شفي بالصدفة من مرض ما عند زيارته لولي فشاع عنه أن الولي الفلاني مشفي مرض كذا.... ترى إلى أين يقودنا في فكرنا العمي و معتقداتنا الخرافية؟ و هو هدف المخزن من حماية هذه الاضرحة و تشجيع الناس على الايمان بها؟؟
توقيع المتفائل | منتدياات حد الغربية
|
|
|
zaizon | مراقب إداري | | |
عدد المساهماات : 11413 العمر : 35 النقاط : 10127 التّقييم : 21 الهواية : كل الهوايات المحمودة الإنتساب : 23/04/2008 . :
------------------
الوسام إهداء من مغربية وافتخر
مسؤولة كشاكيل وألبومات
حد الغربية
|
| موضوع: رد: من أين يستمد المغاربة شرعية التبرك وزيارة الأضرحة والأولياء؟ الأربعاء 03 يونيو 2009, 15:51 | |
| تحية عطرة وسلام مبارك لك أيها الحبيب لقد تطرقت الى موضوع مهم جدا ولطالما تكلم عنه الناس وخاصة في المناسبات الدينية كالمولد النبوي و26 من شهر الرحمة رمضان الخير وكذا بعض الأعياد الوطنية كعيد الشغل أو مايطلق عليه باسم فاتح ماي فالظاهر أن الدولة والحكومة تسعيان الى أن يبقى الشعب متشبتا بهذه التقاليد العمياء رغم كل مايبذله علماء الدين من تصحيح بعض المفاهيم لهؤلاء الا أن أمتنا وللأسف غارقة في بحر اتباع الهوى واتباع ماجاء به الأجداد
توقيع zaizon | منتدياات حد الغربية
|
|
|