| موضوع: إذا سألت فاسأل الله السبت 19 ديسمبر 2009, 07:03 | |
| عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، ( رفعت الأقلام وجفت الصحف ) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2516 خلاصة الدرجة: صحيح
إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ : السائل دائماً مفتقر وذليل ، السائل دائماً يشعر بالضعف ، والمسؤول دائماً قوي وغني ، ودائماً مسيطر ، عبوديتك لله عزَّ وجل تقتضي ألا تقف موقفاً ذليلاً إلا لله عزَّ وجل ، كرامتك الإنسانية ، عزتك كمؤمن ، مكانتك كإنسان أنعم الله عليك بنعمة الوجود ، ونعمة الهداية ألا تقف موقفاً ضعيفاًُ ، ذليلاً ، مفتقراً لجهةٍ ما كائنةً مَن كانت إلا لله عزَّ وجل ، فإذا وقفت الموقف الذليل لحضرة الله عزَّ وجل فهذا قمة العزة وقمة الشرف . لذلك يعاب من يشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم ، حينما تسأل فأنت ضعيف ، حينما تسأل فأنت ذليل ، حينما تسأل فأنت فقير ، لا ينبغي أن تقف هذا الموقف الضعيف أمام مخلوقٍ مثلك . أين كرامته ؟ أين عزته ؟ أين مروءته ؟ أين موقفه الشهم ؟ ضعف، لذلك مهما مرَّغت جبهتك في أعتاب الله ، مهما رجوت ربك في السجود، مهما ألححت عليه في الدعاء ، هذا شرفٌ لك ، وهذا عزٌ لك ، وهذا رفعةٌ لك ، أما أن تقف موقف السائل أمام إنسان قد يجيبك وربما لا يجيبك ، قد يشفق عليك وقد يشمت بك ، قد يحبك ويتمنى أن يعطيك ، ولكنه لا يملك . فلذلك : ((وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ)) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سلوا الله من فضله ؛ فإن الله يحب أن يسأل , وإن أفضل العبادة انتظار الفرج الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/495 خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة إلى صحته]
فضل الله كبير ، وفضله عميم ، وفضله واسع ، أنت قد تسأل إنساناً وظيفة فيعتذر ، قد تسأل إنساناً مالاً فيقول لك : والله أديت زكاة مالي ، لا يوجد معي مال ، الإنسان محدود ، ماله محدود ، إمكانياته محدوة ، صدقته محدودة ، شواغره محدودة ، فإذا ملأ الشاغر انتهى ، لكن الله عزَّ وجل فضله عميم ، وفضله كبير ، وفضله واسع ، وأنت عبدٌ له ، وهذا الذي يسأله فيعطيه ، أنت أقل منه ؟ لا بأس أن تشعر أنك عبدٌ لله ، وأنك بإمكانك أن تسأله كما سأله غيرك ، وأن الله عزَّ وجل يعطيك كما يعطي غيرك ، وأنه ليس بين العباد تفاضل إلا طاعتهم له ، لذلك .. ملك الملوك إذا وهب ***** قم فاسـألن عن السبب الله يعطي من يشـاء***** فقـف على حد الأدب هذا الذي أتمناه على كل أخٍ مؤمن ؛ في سجوده ، في صلاته ، في صلاة الفرض ، في صلاة السنة ، في قيام الليل ، لك حاجة ، لك قضية ، شبح مصيبة ، إنسان عدو ، ضيق ذات اليد ، تتمنى أن تشتري هذا البيت ، تتمنى أن تصل إلى هذا الهدف ، ما دام لك عند الله حاجة فالله عزَّ وجل يحب أن تسأله ، لكن العبد يكره أن تسأله ، والله سبحانه وتعالى يحب أن تسأله، ويحبك إذا سألته ، وإذا أعطاك يعطيك عطاءً جزيلاً ، وهو العاطي لا يسأم، وهو الكريم لا يبخل ، وهو الحليم لا يعجز . إذا آمنت بوجود الله إيماناً قوياً ، وبأنه يسمعك ، وبأنه يحبك، وبأنك عبدٌ له ، وأن فضله عميم ، وأنه قدير ، وأنه غني ، وأنه حليم ، اسأله ، لا أقل له : جرِّب ، لا ، فهذه كلمة لا تجوز ، لأن الله عزّ وجل لا يجرب ولا يشارط ، ولكن أقول لك : اسأله وانظر ، ولا تقل: أنا لا حظ لي ، هذا كلام الشيطان ، الله لا يحبني ، الله ما أعطاني ، أينما مشيت فالطريق مسدود ، هذا كلام المعسرين . {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ... ليعمل عملاً صالحاً يرجو به الله عزَّ وجل ثُمَّ لِيَقْطَعْ كل معصية فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ } [ الحج الآية 15] فتعامل مع الله مباشرةً ، اسأله ، فأنت عبد ومع هذا لا تتجاهل طلباً من عبد مثلك بل تلبي رغبته ، فكيف بالواحد الديَّان ، " إن بيوت الله في الأرض المساجد ، وإن زوارها هم عمارها ، فطوبى لعبدٍ تطيب في بيته ثم زارني وحق على المزور أن يكرم الزائر " . ثبت في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إذا مضى شطر الليل ، أو ثلثاه ، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا . فيقول : هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له ؟ هل من مستغفر يغفر له ؟ حتى ينفجر الصبح . الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 758 خلاصة الدرجة: صحيح
إن الله جل وعلا يحب أن يُسأل ، وُيْرَغب إليه في الحوائج ، ويلح في سؤاله ودعائه ، ويغضب على من لا يسأله ، ويستدعي من عباده سؤاله وهو قادرٌ على إعطاء خلقه كلهم سؤلهم من غير أن ينقص من ملكه شيء . عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال : يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما . فلا تظالموا . يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته . فاستهدوني أهدكم . يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته . فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته . فاستكسوني أكسكم . يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا . فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم . كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم . ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . كانوا على أفجر قلب رجل واحد . ما نقص ذلك من ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . قاموا في صعيد واحد فسألوني . فأعطيت كل إنسان مسألته . ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر . يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم . ثم أوفيكم إياها . فمن وجد خيرا فليحمد الله . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه . وفي رواية : " إني حرمت على نفسي الظلم وعلى عبادي . فلا تظالموا " . الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2577 خلاصة الدرجة: صحيح
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ)69( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ)70( قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ)71( قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ)72( أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ)73( قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)74( قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ)75( أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ)76( فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ)77( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ)78( وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ)79( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)80( وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ)81( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)82( رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)83 ( الشعراء : 69 – 83)
و الحمد لله رب العالمين
توقيع ابن اليمن | منتدياات حد الغربية
|
|
|
سالي | عضو ملكي | | |
عدد المساهماات : 707 العمر : 34 النقاط : 1155 التّقييم : 5 الهواية : الكتابة الإنتساب : 16/03/2009 . :
|
| موضوع: رد: إذا سألت فاسأل الله السبت 19 ديسمبر 2009, 08:14 | |
| بارك الله فيك اخي كلام جميل جدااا فعلا تستحق كل التقديرواصل اجهادك
توقيع سالي | منتدياات حد الغربية
|
|
|
zaizon | مراقب إداري | | |
عدد المساهماات : 11413 العمر : 35 النقاط : 10127 التّقييم : 21 الهواية : كل الهوايات المحمودة الإنتساب : 23/04/2008 . :
------------------
الوسام إهداء من مغربية وافتخر
مسؤولة كشاكيل وألبومات
حد الغربية
|
| موضوع: رد: إذا سألت فاسأل الله السبت 19 ديسمبر 2009, 09:31 | |
| جزاك الله خير الجزاء أخي عصام على مجهودك أدام الله علينا تواجدك بيننا واااااااصل
توقيع zaizon | منتدياات حد الغربية
|
|
|
المهاجر | شخصية هامة | | |
عدد المساهماات : 1889 العمر : 34 النقاط : 2081 التّقييم : 4 الهواية : العزف على الة العود الإنتساب : 24/05/2008 . :
|
| موضوع: رد: إذا سألت فاسأل الله السبت 19 ديسمبر 2009, 17:15 | |
| جزاك الله خيرا على الموضوع شكرا لرقي طرحك نتمنى لك حياة سعيدة
توقيع المهاجر | منتدياات حد الغربية
|
|
|
ولد لبلاد | عضو ملكي | | |
عدد المساهماات : 1197 العمر : 61 النقاط : 3314 التّقييم : 19 الهواية : المطالعة -الانترنيت-السفر. الإنتساب : 16/03/2009 . :
|
| موضوع: رد: إذا سألت فاسأل الله السبت 19 ديسمبر 2009, 23:16 | |
| جاء في سورة يوسف قال تعالى : < ياصاحبي السجن اما احدكما فسيسقي ربه خمرا ، واما الاخر فيصلب فتاكل الطير من راسه .قضي الامر الذي فيه تستفتيان .*وقال للذي ظن انه ناج منهما : اذكرني عند ربك .فانساه الشيطان ذكر ربه، فلبث في السجن بضع سنين .*> الاية 41/42 صدق الله العظيم . جاء في : صفوة التفاسير : / قال يوسف مخاطبا الذي نجا منهما - الساقي - : < اذكرني عند ربك > اي اخبر سيدك بامري لعله يعمل على تخليصي من السجن ..وهنا يكون يوسف عليه السلام لحكمة الاهية ؛ قد توجه بحاجته وسؤاله الى غير الله ..فكان جزاء اغفاله ان : < فلبث في السجن بضع سنين > قال القرطبي : واقام يوسف في السجن سبع سنين ..حيث ان الساقي : < انساه الشيطان ذكر ربه > فلم يتذكره ولم يذكره الا بعد عجز الملأ عن تاويل رؤيا الملك . وجاء بعد هاذين الايتين ما يلي : قال تعالى :< وقال الذي نجا منهما ؛ وادكر بعد امة : انا انبؤكم يتاويله ؛ فارسلوني . الاية 45 . صدق الله العظيم . امة : مدة طويلة ، ارسلوني : اي ابعثوني استقدمه من سجنه البعيد .. من خلال ما سبق وتعزيزا لفكرة الموضوع المطروح ..اردت ان ابين انه اذا كان الله لا يرد دعوة الداعي اذا دعاه ، فان اغفال التوجه لغيره والسؤال من دونه قد تكون له عواقب نجهلها . المرجع المعتمد بالتصرف : صفوة التفاسير للاستاذ محمد علي الصابوني . ص : 52/55 .المجلد الثاني .
توقيع ولد لبلاد | منتدياات حد الغربية
|
|
|
| موضوع: رد: إذا سألت فاسأل الله السبت 02 يناير 2010, 20:26 | |
| مشكور اخي ابن اليمن على طرحك المميز جزاك الله خيرا على عملك هذا و دمت في امانه و حفظه
توقيع Nirmin | منتدياات حد الغربية
|
|
|