منتدى حد الغربية
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
منتدى حد الغربية
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
منتدى حد الغربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حد الغربية

اهلا ومرحبا بك يا زائر في منتديات حد الغربية
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلالدخولدخول

شاطر | 
 

 أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة

أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Vide
zaizon
مراقب إداري
مراقب إداري
zaizon
ذكر

عدد المساهماات عدد المساهماات :
11413

العمر العمر :
35

النقاط النقاط :
10127

التّقييم التّقييم :
21

الهواية الهواية :
كل الهوايات المحمودة

الإنتساب الإنتساب :
23/04/2008

. :
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  5110
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  M710
------------------
الوسام إهداء من مغربية وافتخر
مسؤولة كشاكيل وألبومات
حد الغربية
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Icon
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Rachid11
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Rachid12


 

 


مُساهمةموضوع: أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية    أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Emptyالأحد 13 فبراير 2011, 09:12

ذلكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ صاحب الحوض المورود،
واللواء المعقود، والمقام المحمود، صاحب الغرّة والتحجيل، المذكور في التوراة
والإنجيل، المؤيّد بجبريل، خير الخلق في طفولته، وأطهر المطهرين في شبابه،
وأنجب البشرية في كهولته، وأزهد الناس في حياته، وأعدل القضاة في قضائه، وأشجع
قائد في جهاده؛ اختصه الله بكل خلق نبيل؛ وطهره من كل دنس وحفظه من كل زلل،
وأدبه فأحسن تأديبه وجعله على خلق عظيم؛ فلا يدانيه أحد في كماله وعظمته وصدقه
وأمانته وزهده وعفته.

نسبه صلى الله عليه وسلم :
هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
بن
كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن
خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق
عليه
في نسبه صلى الله عليه وسلم واتفقوا أيضاً أن عدنان من ولد إسماعيل عليه
السلام.

أسماؤه صلى الله عليه وسلم :

عن جبير بن مطعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: { إن لي أسماء، وأنا محمد،
وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس
على قدميَّ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد } [متفق عليه]. وعن أبي موسى
الأشعري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال: {
أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة } [مسلم].

طهارة نسبه صلى الله عليه وسلم :
اعلم رحمني الله وإياك أن نبينا المصطفى على الخلق كله قد صان الله أباه من زلة
الزنا، فولد صلى الله عليه وسلم من نكاح صحيح ولم يولد من سفاح، فعن واثلة بن
الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { إن الله عز وجل اصطفى
من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من بني كنانة
قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم } [مسلم]، وحينما سأل
هرقل أبا سفيان عن نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { هو فينا ذو نسب،
فقال هرقل: كذلك الرسل تبعث في نسب قومها } [البخاري].

ولادته صلى الله عليه وسلم :
ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في شهر
ربيع الأول، قيل في الثاني منه، وقيل في الثامن، وقيل في العاشر، وقيل في
الثاني عشر. قال ابن كثير: والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن
المنذر الحزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعاً.

قال علماء السير: لما حملت به آمنة قالت: ما وجدت له ثقلاً، فلما ظهر خرج معه
نور أضاء ما بين المشرق والمغرب.
وفي حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: { إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدلٌ في
طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي
رأت، انه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام } [أحمد والطبراني].
وتوفي أبوه صلى الله عليه وسلم وهو حَمْل في بطن أمه، وقيل بعد ولادته بأشهر
وقيل بسنة، والمشهور الأول.

رضاعه صلى الله عليه وسلم :
أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً، ثم استُرضع له في بني سعد، فأرضعته حليمة
السعدية، وأقام عندها في بني سعد نحواً من أربع سنين، وشُقَّ عن فؤاده هناك،
واستخرج منه حظُّ النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه إثر ذلك.
ثم ماتت أمه بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة وهو ابن ست سنين، ولما مرَّ رسول الله
صلى الله عليه وسلم بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة عام الفتح، استأذن ربّه في زيارة
قبر أمه فأذن له، فبكى وأبكى من حوله وقال: { زوروا القبور فإنها تذكر بالموت }
[مسلم]. فلما ماتت أمه حضنته أم أيمن وهي مولاته ورثها من أبيه، وكفله جده عبد
المطلب، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من العمر ثماني سنين توفي جده،
وأوصى به إلى عمه أبي طالب فكفله، وحاطه أتم حياطة، ونصره وآزره حين بعثه الله
أعزّ نصر وأتم مؤازرة مع أنه كان مستمراً على شركه إلى أن مات، فخفف الله بذلك
من عذابه كما صح الحديث بذلك.

صيانة الله تعالى له صلى الله عليه وسلم من دنس
الجاهلية:

وكان الله سبحانه وتعالى قد صانه وحماه من صغره، وطهره من دنس الجاهلية ومن كل
عيب، ومنحه كل خُلقٍ جميل، حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بالأمين، لما شاهدوه
من طهارته وصدق حديثه وأمانته، حتى أنه لما أرادت قريش تجديد بناء الكعبة في
سنة خمس وثلاثين من عمره، فوصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضعه أول
داخل عليهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: جاء الأمين، فرضوا به،
فأمر بثوبٍ، فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب،
ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه صلى الله عليه وسلم . [أحمد والحاكم وصححه].

زواجه صلى الله عليه وسلم :
تزوجته خديجة وله خمس وعشرون سنة، وكان قد خرج إلى الشام في تجارة لها مع
غلامها ميسرة، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه، وما كان يتحلى به من الصدق
والأمانة، فلما رجع أخبر سيدته بما رأى، فرغبت إليه أن يتزوجها.
وماتت خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت،
فلما ماتت خديجة رضي الله عنها تزوج عليه السلام سودة بنت زمعة، ثم تزوج صلى
الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ولم يتزوج بكراً
غيرها، ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ثم تزوج زينب بنت خزيمة
بن الحارث رضي الله عنها، وتزوج أم سلمة واسمها هند بنت أمية رضي الله عنها،
وتزوج زينب بنت جحش رضي الله عنها، ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم
جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، ثم تزوج أم حبيبة رضي الله عنها واسمها رملة
وقيل هند بنت أبي سفيان. وتزوج إثر فتح خيبر صفية بنت حييّ بن أخطب رضي الله
عنها، ثم تزوج ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي آخر من تزوج رسول الله صلى
الله عليه وسلم .

أولاده صلى الله عليه وسلم :

كل أولاده صلى الله عليه وسلم من ذكر وأنثى من خديجة بنت خويلد، إلا إبراهيم،
فإنه من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس.

فالذكور من ولده:
القاسم وبه كان يُكنى، وعاش أياماً يسيرة، والطاهر والطيب.
وقيل: ولدت له عبدالله في الإسلام فلقب بالطاهر والطيب. أما إبراهيم فولد
بالمدينة وعاش عامين غير شهرين ومات قبله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر.

بناته صلى الله عليه وسلم :
زينب وهي أكبر بناته، وتزوجها أبو العاص بن الربيع وهو ابن خالتها، ورقية
تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفاطمة تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله
عنه فأنجبت له الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأم كلثوم تزوجها عثمان بن
عفان رضي الله عنه بعد رقية رضي الله عنهن جميعاً. قال النووي: فالبنات أربع
بلا خلاف. والبنون ثلاثة على الصحيح.

مبعثه صلى الله عليه وسلم :
بعث صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة، فنزل عليه الملك بحراء يوم الاثنين لسبع
عشرة ليلة خلت من رمضان، وكان إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه وتغيّر وجهه
وعرق جبينه.
فلما نزل عليه الملك قال له: اقرأ.. قال: لست بقارئ، فغطاه الملك حتى بلغ منه
الجهد، ثم قال له: اقرأ.. فقال: لست بقارئ ثلاثاً. ثم قال: { اقْرأْ بِاسْمِ
رَبّكَ الَّذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ
الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
} [العلق:1-5]. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة رضي الله عنها
يرتجف، فأخبرها بما حدث له، فثبتته وقالت: أبشر، وكلا والله لا يخزيك أبداً،
إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحملُّ الكَلَّ، وتعين على نوائب الدهر.
ثم فتر الوحي، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يمكث لا يرى
شيئاً، فاغتم لذلك واشتاق إلى نزول الوحي، ثم تبدى له الملك بين السماء والأرض
على كرسيّ، وثبته، وبشره بأنه رسول الله حقاً، فلما رآه رسول الله صلى الله
عليه وسلم خاف منه وذهب إلى خديجة وقال: زملوني.. دثروني، فأنزل الله عليه: {
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّر، وَثِيَابَكَ
فَطَهِّر } [المدثر:1-4]. فأمر الله تعالى في هذه الآيات أن ينذر قومه، ويدعوهم
إلى الله، فشمَّر صلى الله عليه وسلم عن ساق التكليف، وقام في طاعة الله أتم
قيام، يدعو إلى الله تعالى الكبير والصغير، والحر والعبد، والرجال والنساء،
والأسود والأحمر، فاستجاب له عباد الله من كل قبيلة ممن أراد الله تعالى فوزهم
ونجاتهم في الدنيا والآخرة، فدخلوا في الإسلام على نور وبصيرة، فأخذهم سفهاء
مكة بالأذى والعقوبة، وصان الله رسوله وحماه بعمه أبي طالب، فقد كان شريفاً
مطاعاً فيهم، نبيلاً بينهم، لا يتجاسرون على مفاجأته بشيء في أمر رسول الله صلى
الله عليه وسلم لما يعلمون من محبته له.
قال ابن الجوزي: وبقي ثلاث سنين يتستر بالنبوة، ثم نزل عليه: { فاصْدَعْ بِمَا
تُؤْمَر } [الحجر:94]. فأعلن الدعاء. فلما نزل قوله تعالى: { وَأَنذِرْ
عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [الشعراء:214]، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى صعد الصفا فهتف ( يا صباحاه! ) فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد!
فاجتمعوا إليه فقال: ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم
مصدقي؟ قالوا ما جربنا عليك كذباً. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال
أبو لهب: تباً لك، أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام، فنزل قوله تعالى: { تَبَّتْ
يَدَا أبِي لَهَبٍ وَتَبْ } إلى آخر السورة. [متفق عليه].

صبره صلى الله عليه وسلم على الأذى:
ولقي صلى الله عليه وسلم الشدائد من قومه وهو صابر محتسب، وأمر أصحابه أن
يخرجوا إلى أرض الحبشة فرارا من الظلم والاضطهاد فخرجوا.
قال ابن إسحاق: فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الأذى ما لم تطمع فيه حياته، وروى أبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
{ لما مات أبو طالب تجهَّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عم ما أسرع
ما وجدت فقدك }.
وفي الصحيحين: أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي، وسلا جزورٍ قريب منه، فأخذه
عقبة بن أبي معيط، فألقاه على ظهره، فلم يزل ساجداً، حتى جاءت فاطمة فألقنه عن
ظهره، فقال حينئذ: { اللهم عليك بالملأ من قريش }. وفي أفراد البخاري: أن عقبة
بن أبي معيط أخذ يوماً بمنكبه صلى الله عليه وسلم ، ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه
به خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر فدفعه عنه وقال أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟


رحمته صلى الله عليه وسلم بقومه:
فلما اشتد الأذى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبي طالب وخديجة
رضي الله عنها، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فدعا قبائل ثقيف
إلى الإسلام، فلم يجد منهم إلا العناد والسخرية والأذى، ورموه بالحجارة حتى
أدموا عقبيه، فقرر صلى الله عليه وسلم الرجوع إلى مكة. قال صلى الله عليه وسلم
: { انطلقت – يعني من الطائف – وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق إلا وأنا بقرن
الثعالب – ميقات أهل نجد – فرفعت رأسي فإذا سحابة قد أظلتني، فنظرت، فإذا فيها
جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك،
وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثم ناداني ملك الجبال، قد بعثني
إليك ربك لتأمرني بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين – جبلان بمكة – فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله
وحده لا يشرك به شيئاً } [متفق عليه].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في كل موسم، فيعرض نفسه على القبائل
ويقول: { من يؤويني؟ من ينصرني؟ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي! }.
ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عند العقبة في الموسم ستة نفر فدعاهم
فأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا قومهم، حتى فشا الإسلام فيهم، ثم كانت
بيعة العقبة الأولى والثانية، وكانت سراً، فلما تمت أمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا أرسالاً.

هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة:

ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر إلى المدينة فتوجه إلى غار
ثور، فأقاما فيه ثلاثاً، وعني أمرهم على قريش، ثم دخل المدينة فتلقاه أهلها
بالرحب والسعة، فبنى فيها مسجده ومنزله.

غزواته صلى الله عليه وسلم :
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة
قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون، لَيهَلِكُنَّ، فأنزل الله
عز وجل: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا } [الحج:39]. وهي
أول آية نزلت في القتال. وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعاً وعشرين غزاة،
قاتل منها في تسع: بدر، وأحد، والريسيع، والخندق، وقريظة، وخيبر، والفتح،
وحنين، والطائف، وبعثَ ستاً وخمسين سرية.

حج النبي صلى الله عليه وسلم واعتماره :
لم يحج النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن هاجر إلى المدينة إلا حجة واحدة، وهي
حجة الوداع. فالأولى عمرة الحديبية التي صدّه المشركون عنها. والثانية عمرة
القضاء، والثالثة عمرة الجعرانة، والرابعة عمرته مع حجته.

صفته صلى الله عليه وسلم :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون -
أي أبيض بياضاً مشرباً بحمرة - أشعر، أدعج العينين –أي شديد سوادهما – أجرد –أي
لا يغطي الشعر صدره وبطنه -، ذو مَسرُبه – أي له شعر يكون في وسط الصدر والبطن.


أخلاقه صلى الله عليه وسلم :
كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأصدقهم لهجة، وألينهم طبعاً، وأكرمهم
عشرة، قال تعالى: { َإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ } [القلم:4]. وكان صلى الله
عليه وسلم أشجع الناس وأعف الناس وأكثرهم تواضعاً، وكان صلى الله عليه وسلم أشد
حياء من العذراء في خدرها، يقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل الصدقة ولا
يأكلها، ولا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لربه، وكان صلى الله عليه وسلم يأكل ما
وجد، ولا يدُّ ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضره، وكان لا يأكل متكئاً ولا على
خوان، وكان يمر به الهلال ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد في أبياته صلى الله
عليه وسلم نار، وكان صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء والمساكين ويعود المرضى
ويمشي في الجنائز.
وكان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً، ويضحك من غير قهقهة، وكان صلى
الله عليه وسلم في مهنة أهله، وقال: { خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي }
[الترمذي وصححه الألباني]، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمت رسول الله صلى
الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله، ألا
فعلت كذا!!.
وما زال صلى الله عليه وسلم يلطف بالخلق ويريهم المعجزات، فانشق له القمر، ونبع
الماء من بين أصابعه، وحنَّ إليه الجذع، وشكا إليه الجمل، وأخبر بالغيوب فكانت
كما قال.

فضله صلى الله عليه وسلم :
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { أعطيت
خمساً لم يعطهن أحدٌ قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً
وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل
قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الناس كافة } [متفق
عليه]. وفي أفراد مسلم من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { أنا
أول الناس يشفع يوم القيامة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول
من يقرع باب الجنة }. وفي أفراده من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال: { أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشقُّ عنه القبر، وأول
شافع وأول مُشفع }.


عبادته ومعيشته صلى الله عليه وسلم :
قالت عائشة رضي الله عنها: { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقوم حتى تتفطر قدماه، فقيل له في ذلك، فقال: أفلا أكون عبداً شكوراً } [متفق
عليه]، وقالت: وكان مضجعه الذي ينام عليه في الليل من أَدَمَ محشوّاً ليفاً!!
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يظلُّ اليوم يَلتَوي ما يجد دِقْلاً يملأ بطنه – والدقل ردئ التمر -!! ما ضره
من الدنيا ما فات وهو سيد الأحياء والأموات، فالحمد لله الذي جعلنا من أمته،
ووفقنا الله لطاعته، وحشرنا على كتابه وسنته آمين، آمين.


من أهم الأحداث:
الإسراء والمعراج : وكان قبل الهجرة بثلاث سنين
وفيه فرضت الصلاة.

السنة الأولى : الهجرة - بناء المسجد - الانطلاق
نحو تأسيس الدولة - فرض الزكاة.

السنة الثانية : غزوة بدر الكبرى وفيها أعز الله
المؤمنين ونصرهم على عدوهم.

السنة الثالثة : غزوة أحد وفيها حدثت الهزيمة
بسبب مخالفة تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم ونظر الجنود إلى
الغنائم.
السنة الرابعة : غزوة بني النضير وفيها أجلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير عن المدينة لأنهم نقضوا العهد بينهم
وبين المسلمين.

السنة الخامسة : غزوة بني المصطلق وغزوة الأحزاب
وغزوة بني قريظة.

السنة السادسة : صلح الحديبية، وفي هذه السنة
حُرّمت الخمر تحريماً قاطعاً.

السنة السابعة : غزوة خيبر، وفي هذه السنة دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون مكة واعتمروا، وفيها أيضاً تزوج رسول
الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حُيَيّ.

السنة الثامنة : غزوة مؤتة بين المسلمين والروم،
وفتح مكة وغزوة حُنين ضد قبائل هوازن وثقيف.
السنة التاسعة : غزوة تبوك وهي آخر غزواته صلى
الله عليه وسلم ، وفي هذه السنة قدمت الوفود على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وسمي هذا العام عام الوفود.
السنة العاشرة : حجة الوداع، و حج فيها مع النبي
صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة ألف مسلم.



السنة الحادية عشرة : وفاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكان ذلك في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول مع اختلاف في تحديد هذا
اليوم من الشهر. وتوفي صلى الله عليه وسلم وله من العمر ثلاث وستون سنة، منها
أربعون سنة قبل النبوة، وثلاث وعشرون سنة نبياً رسولاً، منها ثلاث عشرة سنة في
مكة، وعشر سنين بالمدينة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.


المصادر:

- تهذيب الأسماء واللغات للنووي.
- التبصرة والحدائق لابن الجوزي.
- زاد المعاد لابن القيم.
- السيرة النبوية للذهبي.
- جوامع السيرة النبوية لابن حزم.
- الفصول في سيرة الرسول (ابن كثير).
- صحيح السيرة النبوية، إبراهيم العلي.
وأصلي على النبي الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وما كان من صواب
فمن الله عز وجل وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان.























إذا أعجبك الموضوع فشارك به أصدقااءك وصديقاتك في الفايسبوك
Share


 

توقيع zaizon

منتدياات حد الغربية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Vide
Mimo4ever
محمد زايزون
محمد زايزون
Mimo4ever
ذكر

عدد المساهماات عدد المساهماات :
6778

العمر العمر :
38

النقاط النقاط :
7700

التّقييم التّقييم :
32

الإنتساب الإنتساب :
18/04/2008

. :
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Empty
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  M110
وسام الرتبة الأولى
في المسابقة الرمضانية الكبرى
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Premir10


 

  
https://lhad.yoo7.com


مُساهمةموضوع: رد: أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية    أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Emptyالإثنين 14 فبراير 2011, 00:12


اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماا.. فدااك نفسي ياا رسول الله..
شكراا رشيد على النبذة المبااركة.. جعل الله عملك في ميزاان حسنااتك


إذا أعجبك الموضوع فشارك به أصدقااءك وصديقاتك في الفايسبوك
Share


 

توقيع Mimo4ever

منتدياات حد الغربية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Vide
zaizon
مراقب إداري
مراقب إداري
zaizon
ذكر

عدد المساهماات عدد المساهماات :
11413

العمر العمر :
35

النقاط النقاط :
10127

التّقييم التّقييم :
21

الهواية الهواية :
كل الهوايات المحمودة

الإنتساب الإنتساب :
23/04/2008

. :
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  5110
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  M710
------------------
الوسام إهداء من مغربية وافتخر
مسؤولة كشاكيل وألبومات
حد الغربية
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Icon
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Rachid11
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Rachid12


 

 


مُساهمةموضوع: رد: أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية    أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Emptyالإثنين 14 فبراير 2011, 22:32

أشكرك على تفضلك بالمرور المشجع معالي المدير الفاضل


إذا أعجبك الموضوع فشارك به أصدقااءك وصديقاتك في الفايسبوك
Share


 

توقيع zaizon

منتدياات حد الغربية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Vide
zaizon
مراقب إداري
مراقب إداري
zaizon
ذكر

عدد المساهماات عدد المساهماات :
11413

العمر العمر :
35

النقاط النقاط :
10127

التّقييم التّقييم :
21

الهواية الهواية :
كل الهوايات المحمودة

الإنتساب الإنتساب :
23/04/2008

. :
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  5110
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  M710
------------------
الوسام إهداء من مغربية وافتخر
مسؤولة كشاكيل وألبومات
حد الغربية
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Icon
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Rachid11
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Rachid12


 

 


مُساهمةموضوع: رد: أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية    أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Emptyالسبت 26 فبراير 2011, 17:21

العظمة المحمدية
الحديث عن السيرة النبوية حديث تنشرح له الصدور، وتنطلق له الأسارير، وتخفق له الأفئدة.
كيف لا وهو حديث عن أكرم البشرية، وأزكاها وأبرها، وعظيم لو طالعت كتب
التاريخ والسير عربية وغير عربية، وأمعنت النظر في أحوال عظماء الرجال من
مبدأ الخليقة إلى هذا اليوم - فإنك لا تستطيع أن تضع يدك على اسم رجل من
أولئك العظماء، وتقص علينا سيرته ومزاياه وأعماله الجليلة حديثاً يضاهي أو
يداني ما تُحدَّث به عن هذا الرسول العظيم.

وغير خفي على مَنْ يَقْدُر هذا النبي قدره أن ليس في طوق كاتب -ولو ألقت
إليها البلاغة أعنتها- تقصي المعاني التي انطوت في هذه السيرة العظيمة.

وإن من يبتغي عظمةَ رجلٍ بحق فليبحث عنها في ناحية عقله، وعلمه، وخلقه، وإخلاصه، وعزمه، وعمله، وحسن بيانه.

ولقد كان محمد -صلى الله عليه وسلم- راجحَ العقل، غزيرَ العلم، عظيم الخلق، شديد الإخلاص، صادق العزم، جليل العمل، رائع البيان.

أما رجحان عقله فمن دلائله بعد اختصاص الله له بالرسالة أنه نشأ بين قوم
يعبدون الأصنام، ويتنافسون في مظاهر الأبهة والخيلاء، وينحطون في شهواتهم
إلى المنزلة السفلى، فلم يكن لهذه البيئة المظلمة من أثر في نفس محمد -صلى
الله عليه وسلم- قليل أو كثير؛ فانبذ بين هذه الظلمات المتراكمة مكاناً
يخلو فيه بنفسه، ويقدح فيه زناد فكره، ويناجي فيه ربه؛ فإذا نورُ النبوة
يتلألأ بين جنبيه، وحكمة الله تتدفق بين شفتيه.

وأما علمه فهو ما يزكي النفوس، وينقي الأبصار، ويرفع الأمم إلى ذروة العز
والشرف، حتى تحرز الحياة الطيبة في الأولى والسعادة الباقية في الأخرى.

ومَنْ يتدبر القرآنَ والأحاديث الثابتة حتى يتفقه فيما انطويا عليه من
حقائق وحكم وآداب -يلف رأسه حياءً من أن ينفي عن المصطفى -صلى الله عليه
وسلم- عظمة العلم تحت اسم الفلسفة متكئاً على أنه كان أمياً لا يقرأ ولا
يكتب.

وقد خرج من بين يدي محمد -صلى الله عليه وسلم- رجال عظماء، ولم يتلقوا من
العلم غير ما كانوا يتلقونه في مجلسه من حكمته، فكانوا منبع علم وأدب،
وأدركوا في حصافة الرأي وقوة الحجة الأمد الأقصى.

وأما خُلقه فهذه السيرة المستفيضة في القرآن وعلى ألسنة الرواة وأقلامهم
تنطق وتلوح بأنه قد بلغ الذروة في كل خلق كريم، وبَسْطُ القول في هذا الصدد
لا يغني فيه سفر، بل أسفار.

وأما إخلاصه فقد كان صافي السريرة لا يبغي إلا هدياً، ولا ينوي إلا إصلاحاً، والإخلاص روح العظمة وقطب مدارها.



وأقرب شاهد على إخلاصه في دعوته أنه لم يحد عن سبيل الزهد في هذه الحياة
قيد أنملة؛ فعيشه يوم كان يتعبد في غار حراء كعيشه يوم أظلت رايته البلاد
العربية، وأطلت على ممالك قيصر من ناحية تبوك.

وأما صدق عزيمته فقد قام -صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى العدل ودين الحق
ويلقى من الطغاة والطغام أذىً كثيراً، فيضرب عنه صفحاً أو عفواً، ويمضي في
سبيل الدعوة لا يأخذه يأس، ولا يقعد به ملل، ولا يثنيه جزع، وقد ظهر دين
الله وَعَلتْ حكمته بهذا العزم الذي تخمد النار ولا يخمد.



وأما عمله فتهجد وصيام، وتشريع وقضاء، ووعظ وإرشاد، وسياسة وجهاد، وهل من
سيرة تُبْتَغى لعظمة يرضى عنها الله، ويسعد بها البشر غير هذه السيرة؟

وهل يستطيع أحد أن يدلنا على رجل كان ناسكاً مخلصاً، ومشرعاً حكيماً،
وقاضياً عادلاً، ومرشداً ناصحاً، وواعظاً بليغاً، وسياسياً أميناً،
ومجاهداً مصلحاً، وفاتحاً ظافراً، وسيداً تذوب في محبته القلوب، غير
المصطفى -عليه الصلاة والسلام-؟

وأما حسن بيانه فقد أحرز -عليه الصلاة والسلام- من خصلتي الفصاحة والبلاغة
الغاية التي ليس وراءها لمخلوق غاية، فانظروا إن شئتم إلى مخاطباته وخطبه
وما يضربه من الأمثال، وينطق به من جوامع الكلم تجدوا جزالة اللفظ، ومتانة
التركيب، وسهولة المأخذ، إلى رفعة الأسلوب، إلى حكمة المعنى.

عَظَمَةٌ انتظمت من هذه المزايا العالية؛ فبلغت حد الإعجاز، وكل درة في عقد حياة محمد -عليه الصلاة والسلام- معجزة.

هذا وإن مما يبعث على الأسى، ويدعو إلى الأسف والحسرة ما تناقلته وسائل
الإعلام في الأيام الماضية، حيث تناولت ما تبثه صحف الدانمارك والنرويج تلك
الصحف التي ما فتئت تنال من مقام النبوة بأسلوب ساخر، ينم عن حقد دفين،
وحسد يأكل قلوبهم، ويأبى لها إلا تغالط محل الحقائق، وتتيه في أودية الزور
والبهتان؛ ظانين أن ذلك ينزل من مقام النبوة الأعظم فتيلاً أو قطميراً.

وفي تعب من يحسد الشمس نورها *** ويجهد أن يأتي لها بضريب



{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى
اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}
[التوبة:32].



ولقد ساء ذلك الفعل الشائن قلوب المسلمين، وتتابعت أقلام الكتاب في رد ذلك
الزيف، وإبطال ذلك الكيد؛ فكان من ذلك بعثٌ لفضائل هذا النبي الكريم -عليه
من الله أفضل الصلاة وأتم التسليم-.



وإذا أراد الله نشر فضيلة *** طويت أتاح لها لسان حسود



وفضيلة النبي -صلى الله عليه وسلم- لم تطوَ، وإنما تتجدد، وتتلألأ كالبدر في سماء صاحية، وكالشمس في رأْد الضحى.

------------------------------------------

(*) المقالة مقتطفة من مقدمة لكتاب سيصدر قريباً لـ محمد بن إبراهيم الحمد
–بإذن الله- تحت عنوان (نبي الإسلام – مقالات نادرة في السيرة النبوية).




































إذا أعجبك الموضوع فشارك به أصدقااءك وصديقاتك في الفايسبوك
Share


 

توقيع zaizon

منتدياات حد الغربية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Vide
zaizon
مراقب إداري
مراقب إداري
zaizon
ذكر

عدد المساهماات عدد المساهماات :
11413

العمر العمر :
35

النقاط النقاط :
10127

التّقييم التّقييم :
21

الهواية الهواية :
كل الهوايات المحمودة

الإنتساب الإنتساب :
23/04/2008

. :
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  5110
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  M710
------------------
الوسام إهداء من مغربية وافتخر
مسؤولة كشاكيل وألبومات
حد الغربية
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Icon
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Rachid11
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Rachid12


 

 


مُساهمةموضوع: رد: أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية    أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Emptyالسبت 26 فبراير 2011, 17:23

اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم



الحمد لله الذي أوضح لنا سبيل الهداية، وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية،
والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى، المبعوث رحمة
للعالمين، وقدوة للمالكين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.




أما بعد:

أيها المسلمون: إن من خير ما بذلت فيه الأوقات، و شغلت به الساعات هو دراسة
السيرة النبوية العطرة، والأيام المحمدية الخالدة، فهي تجعل المسلم كأنه
يعيش تلك الأحداث العظام التي مرت بالمسلمين، وربما تخيل أنه واحد من هؤلاء
الكرام البررة التي قامت على عواتقهم صروح المجد ونخوة البطولة.

وفي السيرة يتعرف المسلم على جوانب متعددة من شخصية النبي الخاتم صلى الله
عليه وسلم ، وأسلوبه في حياته ومعيشته، ودعوته في السلم والحرب.

وفيها أيضاً: يتلمس المسلم نقاط الضعف والقوة؛ وأسباب النصر والهزيمة، وكيفية التعامل مع الأحداث وإن عظمت.

وبدراسة السيرة النبوية يستعيد المسلمون ثقتهم بأنفسهم، ويوقنون بأن الله
معهم وناصرهم، إن هم قاموا بحقيقة العبودية، له والانقياد لشريعته: {إِن
تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد:7]،
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر:51]. {وَلَيَنصُرَنَّ
اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:40].

وهذه عبارة عن رؤوس أقلام وجمل يسيرة في سيرة النبي المصطفى عليه الصلاة
والسلام، قصد بها فتح الطريق أمام ناشئة المسلمين وشبيبتهم لدراسات أعمق
لهذه السيرة النبوية الخالدة. قال الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ
اللَّهِ} [الفتح:29].

نسبه صلى الله عليه وسلم:

هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن
خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق
عليه في نسبه صلى الله عليه وسلم واتفقوا أيضاً أن عدنان من ولد إسماعيل
عليه السلام.

أسماؤه صلى الله عليه وسلم:

عن جبير بن مطعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لي أسماء، وأنا
محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي
يحشر الناس على قدميَّ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد)) [متفق عليه]. وعن
أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه
أسماء فقال: ((أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي
الرحمة)) [مسلم].

طهارة نسبه صلى الله عليه وسلم:

اعلم رحمني الله وإياك أن نبينا المصطفى على الخلق كله قد صان الله أباه من
زلة الزنا، فولد صلى الله عليه وسلم من نكاح صحيح ولم يولد من سفاح، فعن
واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله
عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى
من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم))
[مسلم]، وحينما سأل هرقل أبا سفيان عن نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: ((هو فينا ذو نسب، فقال هرقل: كذلك الرسل تبعث في نسب قومها))
[البخاري].

ولادته صلى الله عليه وسلم:

ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، قيل في الثاني منه،
وقيل في الثامن، وقيل في العاشر، وقيل في الثاني عشر. قال ابن كثير:
والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ
البخاري، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعاً.

قال علماء السير: لما حملت به آمنة قالت: ما وجدت له ثقلاً، فلما ظهر خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب.

وفي حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: ((إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدلٌ
في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي
التي رأت، انه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام)) [أحمد والطبراني].

وتوفي أبوه صلى الله عليه وسلم وهو حَمْل في بطن أمه، وقيل بعد ولادته بأشهر وقيل بسنة، والمشهور الأول.

رضاعه صلى الله عليه وسلم:

أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً، ثم استُرضع له في بني سعد، فأرضعته
حليمة السعدية، وأقام عندها في بني سعد نحواً من أربع سنين، وشُقَّ عن
فؤاده هناك، واستخرج منه حظُّ النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه إثر
ذلك.

ثم ماتت أمه بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة وهو ابن ست سنين، ولما مرَّ رسول
الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة عام الفتح، استأذن ربّه
في زيارة قبر أمه فأذن له، فبكى وأبكى من حوله وقال: ((زوروا القبور فإنها
تذكر بالموت)) [مسلم]. فلما ماتت أمه حضنته أم أيمن وهي مولاته ورثها من
أبيه، وكفله جده عبد المطلب، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من
العمر ثماني سنين توفي جده، وأوصى به إلى عمه أبي طالب فكفله، وحاطه أتم
حياطة، ونصره وآزره حين بعثه الله أعزّ نصر وأتم مؤازرة مع أنه كان مستمراً
على شركه إلى أن مات، فخفف الله بذلك من عذابه كما صح الحديث بذلك.

صيانة الله تعالى له صلى الله عليه وسلم من دنس الجاهلية:

وكان الله سبحانه وتعالى قد صانه وحماه من صغره، وطهره من دنس الجاهلية ومن
كل عيب، ومنحه كل خُلقٍ جميل، حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بالأمين، لما
شاهدوه من طهارته وصدق حديثه وأمانته، حتى أنه لما أرادت قريش تجديد بناء
الكعبة في سنة خمس وثلاثين من عمره، فوصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا
فيمن يضعه أول داخل عليهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: جاء
الأمين، فرضوا به، فأمر بثوبٍ، فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع
بجانب من جوانب الثوب، ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه صلى الله عليه وسلم .
[أحمد والحاكم وصححه].

زواجه صلى الله عليه وسلم:

تزوجته خديجة وله خمس وعشرون سنة، وكان قد خرج إلى الشام في تجارة لها مع
غلامها ميسرة، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه، وما كان يتحلى به من الصدق
والأمانة، فلما رجع أخبر سيدته بما رأى، فرغبت إليه أن يتزوجها.

وماتت خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين، ولم يتزوج غيرها حتى
ماتت، فلما ماتت خديجة رضي الله عنها تزوج عليه السلام سودة بنت زمعة، ثم
تزوج صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ولم
يتزوج بكراً غيرها، ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ثم
تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث رضي الله عنها، وتزوج أم سلمة واسمها هند
بنت أمية رضي الله عنها، وتزوج زينب بنت جحش رضي الله عنها، ثم تزوج رسول
الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، ثم تزوج أم
حبيبة رضي الله عنها واسمها رملة وقيل هند بنت أبي سفيان. وتزوج إثر فتح
خيبر صفية بنت حييّ بن أخطب رضي الله عنها، ثم تزوج ميمونة بنت الحارث رضي
الله عنها، وهي آخر من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أولاده صلى الله عليه وسلم:

كل أولاده صلى الله عليه وسلم من ذكر وأنثى من خديجة بنت خويلد، إلا إبراهيم، فإنه من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس.

فالذكور من ولده:

القاسم وبه كان يُكنى، وعاش أياماً يسيرة، والطاهر والطيب.

وقيل: ولدت له عبدالله في الإسلام فلقب بالطاهر والطيب. أما إبراهيم فولد
بالمدينة وعاش عامين غير شهرين ومات قبله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر.

بناته صلى الله عليه وسلم:

زينب وهي أكبر بناته، وتزوجها أبو العاص بن الربيع وهو ابن خالتها، ورقية
تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفاطمة تزوجها علي بن أبي طالب رضي
الله عنه فأنجبت له الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأم كلثوم تزوجها
عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد رقية رضي الله عنهن جميعاً. قال النووي:
فالبنات أربع بلا خلاف. والبنون ثلاثة على الصحيح.

مبعثه صلى الله عليه وسلم:

بعث صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة، فنزل عليه الملك بحراء يوم الاثنين
لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وكان إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه
وتغيّر وجهه وعرق جبينه.

فلما نزل عليه الملك قال له: اقرأ.. قال: لست بقارئ، فغطاه الملك حتى بلغ
منه الجهد، ثم قال له: اقرأ.. فقال: لست بقارئ ثلاثاً. ثم قال: {اقْرأْ
بِاسْمِ رَبّكَ الَّذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ
ورَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإنسَانَ مَا
لَمْ يَعْلَمْ} [العلق:1-5]. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة
رضي الله عنها يرتجف، فأخبرها بما حدث له، فثبتته وقالت: أبشر، وكلا والله
لا يخزيك أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحملُّ الكَلَّ، وتعين على
نوائب الدهر.

ثم فتر الوحي، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يمكث لا
يرى شيئاً، فاغتم لذلك واشتاق إلى نزول الوحي، ثم تبدى له الملك بين السماء
والأرض على كرسيّ، وثبته، وبشره بأنه رسول الله حقاً، فلما رآه رسول الله
صلى الله عليه وسلم خاف منه وذهب إلى خديجة وقال: زملوني.. دثروني، فأنزل
الله عليه: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ
فَكَبِّر، وَثِيَابَكَ فَطَهِّر} [المدثر:1-4]. فأمر الله تعالى في هذه
الآيات أن ينذر قومه، ويدعوهم إلى الله، فشمَّر صلى الله عليه وسلم عن ساق
التكليف، وقام في طاعة الله أتم قيام، يدعو إلى الله تعالى الكبير والصغير،
والحر والعبد، والرجال والنساء، والأسود والأحمر، فاستجاب له عباد الله من
كل قبيلة ممن أراد الله تعالى فوزهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، فدخلوا في
الإسلام على نور وبصيرة، فأخذهم سفهاء مكة بالأذى والعقوبة، وصان الله
رسوله وحماه بعمه أبي طالب، فقد كان شريفاً مطاعاً فيهم، نبيلاً بينهم، لا
يتجاسرون على مفاجأته بشيء في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يعلمون
من محبته له.

قال ابن الجوزي: وبقي ثلاث سنين يتستر بالنبوة، ثم نزل عليه: {فاصْدَعْ
بِمَا تُؤْمَر} [الحجر:94]. فأعلن الدعاء. فلما نزل قوله تعالى: {وَأَنذِرْ
عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214]، خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى صعد الصفا فهتف ((يا صباحاه!)) فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا:
محمد! فاجتمعوا إليه فقال: ((أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا
الجبل أكنتم مصدقي؟)) قالوا: ما جربنا عليك كذباً. قال: فإني نذير لكم بين
يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تباً لك، أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام، فنزل
قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وَتَبْ} إلى آخر السورة. [متفق
عليه].

صبره صلى الله عليه وسلم على الأذى:

ولقي صلى الله عليه وسلم الشدائد من قومه وهو صابر محتسب، وأمر أصحابه أن يخرجوا إلى أرض الحبشة فرارا من الظلم والاضطهاد فخرجوا.














































إذا أعجبك الموضوع فشارك به أصدقااءك وصديقاتك في الفايسبوك
Share


 

توقيع zaizon

منتدياات حد الغربية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Vide
zaizon
مراقب إداري
مراقب إداري
zaizon
ذكر

عدد المساهماات عدد المساهماات :
11413

العمر العمر :
35

النقاط النقاط :
10127

التّقييم التّقييم :
21

الهواية الهواية :
كل الهوايات المحمودة

الإنتساب الإنتساب :
23/04/2008

. :
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  5110
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  M710
------------------
الوسام إهداء من مغربية وافتخر
مسؤولة كشاكيل وألبومات
حد الغربية
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Icon
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Rachid11
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Rachid12


 

 


مُساهمةموضوع: رد: أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية    أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Emptyالسبت 26 فبراير 2011, 17:24

قال
ابن إسحاق: فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الأذى ما لم تطمع فيه حياته، وروى أبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: (لما مات أبو طالب تجهَّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عم
ما أسرع ما وجدت فقدك).

وفي الصحيحين: أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي، وسلا جزورٍ قريب منه،
فأخذه عقبة بن أبي معيط، فألقاه على ظهره، فلم يزل ساجداً، حتى جاءت فاطمة
فألقنه عن ظهره، فقال حينئذ: ((اللهم عليك بالملأ من قريش)). وفي أفراد
البخاري: أن عقبة بن أبي معيط أخذ يوماً بمنكبه صلى الله عليه وسلم ، ولوى
ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر فدفعه عنه وقال أتقتلون
رجلاً أن يقول ربي الله؟

رحمته صلى الله عليه وسلم بقومه:

فلما اشتد الأذى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبي طالب
وخديجة رضي الله عنها، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فدعا
قبائل ثقيف إلى الإسلام، فلم يجد منهم إلا العناد والسخرية والأذى، ورموه
بالحجارة حتى أدموا عقبيه، فقرر صلى الله عليه وسلم الرجوع إلى مكة. قال
صلى الله عليه وسلم: ((انطلقت – يعني من الطائف – وأنا مهموم على وجهي، فلم
استفق إلا وأنا بقرن الثعالب – ميقات أهل نجد – فرفعت رأسي فإذا سحابة قد
أظلتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله قد سمع
قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت
فيهم، ثم ناداني ملك الجبال، قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت، إن شئت أن
أطبق عليهم الأخشبين – جبلان بمكة – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً))
[متفق عليه].

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في كل موسم، فيعرض نفسه على
القبائل ويقول: ((من يؤويني؟ من ينصرني؟ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام
ربي!)).

ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عند العقبة في الموسم ستة نفر
فدعاهم فأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا قومهم، حتى فشا الإسلام فيهم،
ثم كانت بيعة العقبة الأولى والثانية، وكانت سراً، فلما تمت أمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا
أرسالاً.

هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة:

ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر إلى المدينة فتوجه إلى
غار ثور، فأقاما فيه ثلاثاً، وعني أمرهم على قريش، ثم دخل المدينة فتلقاه
أهلها بالرحب والسعة، فبنى فيها مسجده ومنزله.

غزواته صلى الله عليه وسلم:

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من
مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون، لَيهَلِكُنَّ،
فأنزل الله عز وجل: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا}
[الحج:39]. وهي أول آية نزلت في القتال. وغزا رسول الله صلى الله عليه
وسلم سبعاً وعشرين غزاة، قاتل منها في تسع: بدر، وأحد، والريسيع، والخندق،
وقريظة، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف، وبعثَ ستاً وخمسين سرية.

حج النبي صلى الله عليه وسلم واعتماره:

لم يحج النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن هاجر إلى المدينة إلا حجة واحدة،
وهي حجة الوداع. فالأولى عمرة الحديبية التي صدّه المشركون عنها. والثانية
عمرة القضاء، والثالثة عمرة الجعرانة، والرابعة عمرته مع حجته.

صفته صلى الله عليه وسلم:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر
اللون - أي أبيض بياضاً مشرباً بحمرة - أشعر، أدعج العينين –أي شديد
سوادهما – أجرد –أي لا يغطي الشعر صدره وبطنه -، ذو مَسرُبه – أي له شعر
يكون في وسط الصدر والبطن.

أخلاقه صلى الله عليه وسلم:

كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأصدقهم لهجة، وألينهم طبعاً، وأكرمهم
عشرة، قال تعالى: {إنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ} [القلم:4]. وكان صلى الله
عليه وسلم أشجع الناس وأعف الناس وأكثرهم تواضعاً، وكان صلى الله عليه
وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، يقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل
الصدقة ولا يأكلها، ولا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لربه، وكان صلى الله عليه
وسلم يأكل ما وجد، ولا يدُّ ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضره، وكان لا يأكل
متكئاً ولا على خوان، وكان يمر به الهلال ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد في
أبياته صلى الله عليه وسلم نار، وكان صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء
والمساكين ويعود المرضى ويمشي في الجنائز.

وكان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً، ويضحك من غير قهقهة، وكان
صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله، وقال: {خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم
لأهلي} [الترمذي وصححه الألباني]، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمت رسول
الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء
لم أفعله، ألا فعلت كذا!!

وما زال صلى الله عليه وسلم يلطف بالخلق ويريهم المعجزات، فانشق له القمر،
ونبع الماء من بين أصابعه، وحنَّ إليه الجذع، وشكا إليه الجمل، وأخبر
بالغيوب فكانت كما قال.

فضله صلى الله عليه وسلم:

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت
خمساً لم يعطهن أحدٌ قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً
وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل
قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الناس كافة))
[متفق عليه]. وفي أفراد مسلم من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال: ((أنا أول الناس يشفع يوم القيامة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم
القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة)). وفي أفراده من حديث أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من
ينشقُّ عنه القبر، وأول شافع وأول مُشفع)).

عبادته ومعيشته صلى الله عليه وسلم:

قالت عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى
تتفطر قدماه، فقيل له في ذلك، فقال: أفلا أكون عبداً شكوراً) [متفق عليه]،
وقالت: وكان مضجعه الذي ينام عليه في الليل من أَدَمَ محشوّاً ليفاً!! وفي
حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يظلُّ اليوم يَلتَوي ما يجد دِقْلاً يملأ بطنه – والدقل ردئ التمر -!! ما
ضره من الدنيا ما فات وهو سيد الأحياء والأموات، فالحمد لله الذي جعلنا من
أمته، ووفقنا الله لطاعته، وحشرنا على كتابه وسنته آمين، آمين.

من أهم الأحداث:

الإسراء والمعراج: وكان قبل الهجرة بثلاث سنين وفيه فرضت الصلاة.

السنة الأولى: الهجرة - بناء المسجد - الانطلاق نحو تأسيس الدولة - فرض الزكاة.

السنة الثانية: غزوة بدر الكبرى وفيها أعز الله المؤمنين ونصرهم على عدوهم.

السنة الثالثة: غزوة أحد وفيها حدثت الهزيمة بسبب مخالفة تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم ونظر الجنود إلى الغنائم.

السنة الرابعة: غزوة بني النضير وفيها أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يهود بني النضير عن المدينة لأنهم نقضوا العهد بينهم وبين المسلمين.

السنة الخامسة: غزوة بني المصطلق وغزوة الأحزاب وغزوة بني قريظة.

السنة السادسة: صلح الحديبية، وفي هذه السنة حُرّمت الخمر تحريماً قاطعاً.

السنة السابعة: غزوة خيبر، وفي هذه السنة دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمسلمون مكة واعتمروا، وفيها أيضاً تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم
صفية بنت حُيَيّ.

السنة الثامنة: غزوة مؤتة بين المسلمين والروم، وفتح مكة وغزوة حُنين ضد قبائل هوازن وثقيف.

السنة التاسعة: غزوة تبوك وهي آخر غزواته صلى الله عليه وسلم ، وفي هذه
السنة قدمت الوفود على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل الناس في دين
الله أفواجاً، وسمي هذا العام عام الوفود.

السنة العاشرة: حجة الوداع، و حج فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة ألف مسلم.

السنة الحادية عشرة: وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في يوم
الاثنين من شهر ربيع الأول مع اختلاف في تحديد هذا اليوم من الشهر. وتوفي
صلى الله عليه وسلم وله من العمر ثلاث وستون سنة، منها أربعون سنة قبل
النبوة، وثلاث وعشرون سنة نبياً رسولاً، منها ثلاث عشرة سنة في مكة، وعشر
سنين بالمدينة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

المصادر:

- تهذيب الأسماء واللغات للنووي.

- التبصرة والحدائق لابن الجوزي.

- زاد المعاد لابن القيم.

- السيرة النبوية للذهبي.

- جوامع السيرة النبوية لابن حزم.

- الفصول في سيرة الرسول (ابن كثير).

- صحيح السيرة النبوية، إبراهيم العلي.

وأصلي على النبي الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وما كان من صواب فمن الله عز وجل وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان.

إذا أعجبك الموضوع فشارك به أصدقااءك وصديقاتك في الفايسبوك
Share


 

توقيع zaizon

منتدياات حد الغربية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Vide
zaizon
مراقب إداري
مراقب إداري
zaizon
ذكر

عدد المساهماات عدد المساهماات :
11413

العمر العمر :
35

النقاط النقاط :
10127

التّقييم التّقييم :
21

الهواية الهواية :
كل الهوايات المحمودة

الإنتساب الإنتساب :
23/04/2008

. :
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  5110
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  M710
------------------
الوسام إهداء من مغربية وافتخر
مسؤولة كشاكيل وألبومات
حد الغربية
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Icon
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Rachid11
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Rachid12


 

 


مُساهمةموضوع: رد: أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية    أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Emptyالسبت 26 فبراير 2011, 17:26

التوازن النفسي والسلوكي في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم

إن الدارس لشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستلف نظره ذلك التوازن
الدقيق بين معالمها مما لا يمكن أن تجده في أي بشر سواه، هذا التوازن -
الذي يعد من أبرز دلائل نبوته - يتمثل في الكم الهائل من الشمائل ومحاسن
الأخلاق التي اجتمعت في شخصيته صلى الله عليه وسلم على نسق متعادل لا تطغى
صفة على صفة ولا توظف صفة في موقف لا تحتاجه ولا تليق به بل لكل مقام مقال
ولكل حالة لبوسها حتى لا يستطيع ذو عقل أن يقول ليت ما أمر به نهى عنه أو
ما نهى عنه أمر به أو ليته زاد في عفوه أو نقص من عقابه إذ كل منه على
أمنية أهل العقل وفكر أهل النظر، إنه الكمال البشرى الذي يقود المسلمين إلى
مزيد من الإعجاب والحب لرسولهم الكريم مفاخرين الدنيا بأسرها أنهم أتباع
سيد البشر.



التوازن النفسي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم:

حقق التوازن النفسي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم أسمى غاياته فكان
ذو نفس سوية تتمتع بمثالية يدركها من له أدنى معرفة بالسلوك النفسي وأبعاده
فما كان صلى الله عليه وسلم بالكئيب العبوس الذي تنفر منه الطباع ولا
بالكثير الضحك الهزلى الذي تسقط مهابته من العيون ولم يكن حزنه وبكاؤه إلا
مما يحزن ويبكى منه العقلاء في غير إفراط ولا إسراف.

وفي ذلك يقول ابن القيم: [وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فلم يكن بشهيق
ورفع صوت ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا ويسمع لصدره أزيز وكان بكاؤه تارة
رحمة للميت وتارة خوفا على أمته وشفقة عليها وتارة من خشية الله وتارة عند
سماع القرآن وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية ولما مات
ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال: ((تدمع العين ويحزن القلب ولا
نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون))، وبكى لما شاهد
إحدى بناته ونفسها تفيض وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء وانتهى
فيها إلى قوله تعالى: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء
شهيدا} وبكى لما مات عثمان بن مظعون وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف
وجعل يبكى في صلاته وجعل ينفخ ويقول: ((رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم
وهم يستغفرون ونحن نستغفرك)) وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته وكان يبكى
أحيانا في صلاة الليل].

أما ضحكه صلى الله عليه وسلم: فكان يضحك مما يُضحك منه وهو مما يُتعجب من
مثله ويستغرب وقوعه ويستندر كما كان يداعب أصحابه. فعن زيد بن أسلم رضي
الله عنه قال (أتت امرأة يقال لها أم أيمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت إن زوجي يدعوك قال: ومن هو ؟ أهو الذي بعينه بياض ؟ قالت والله ما
بعينه بياض فقال بلى إن بعينه بياضا فقالت لا والله فقال ما من أحد إلا
وبعينه بياض) رواه أبو داود وعن أنس بن مالك أن رجلا أتى النبي صلى الله
عليه وسلم فاستحمله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنا حاملوك على
ولد ناقة) فقال يا رسول الله ما أصنع بولد ناقة فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم (وهل تلد الإبل إلا النوق) رواه الترمذى.



التوازن السلوكي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم:

كان التوازن السلوكي في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد دلائل
نبوته فلقد جعل هذا التوازن من رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة
العليا التي تمثلت فيها كل جوانب الحياة فهو الأب والزوج ورئيس الدولة
والقائد للجيش والمحارب الشجاع كما كان المستشار والقاضي والمربى والمعلم
والعابد والزاهد … إلى آخر صفاته صلى الله عليه وسلم التي كانت من الخصب
بحيث استوعبت كل جوانب حياة البشر الأمر الذي جعل من رسول الله صلى الله
عليه وسلم المثل الأعلى للناس كافة على اختلاف طبقاتهم ومشاربهم حتى تقوم
الحجة على الناس مرتين مرة بالبيان النظري ومرة بالبيان العملي وإليك بعض
مظاهر هذا التوازن السلوكي:-

(أ) التوازن النبوي بين القول والفعل:

(شهدت البشرية في تاريخها الطويل انفصالا بين المثل والواقع، بين المقال
والفعال، بين الدعوى والحقيقة وكان دائما المثال والمقال والدعوى أكبر من
الواقع والفعال والحقيقة وهذا شيء يعرفه من له أدنى معرفة بالتاريخ والحياة
غير أن هذه الظاهرة تكاد تكون مفقودة في واقع الرسل وأتباعهم فهم وحدهم
الذين دعوا الإنسانية إلى أعظم قمم السمو ومثلوا بسلوكهم العملي هذه الذروة
بشكل رائع مدهش).

وظهور هذا التوازن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم العملية كان على
أعلى ما يخطر بقلب بشر فهو العابد والزاهد والمجاهد والزوج و … و … الذي ما
كان يأمر بخير إلا كان أول آخذ به ولا ينهى عن شر إلا كان أو تارك له.

فعن عبادته تقول السيدة عائشة رضي الله عنه (كان النبي صلى الله عليه وسلم
يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقلت له لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر
لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال (أفلا أكون عبدا شكورا) رواه الشيخان، وعن
أنس رضي الله عنه قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر
حتى نظن أن لا يصوم منه شيئا ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئا وكان لا
تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته ولا نائما إلا رأيته) رواه البخارى.

وعن زهده يروى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنه قالت: دخلت علىّ امرأة من
الأنصار فرأت فراش النبي صلى الله عليه وسلم عباءة مثنية فرجعت إلى
منزلها فبعثت إلىّ بفراش حشوه الصوف فدخل علىّ رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال (ما هذا ؟) فقلت فلانة الأنصارية دخلت علىّ فرأت فراشك فبعثت
إلىّ بهذا فقال (رديه) قالت فلم أرده وأعجبني أن يكون في بيتي حتى قال ذلك
ثلاث مرات ثم قال (يا عائشة رديه فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب
والفضة) قالت: فرددته. وهو إمام الزاهدين الذي ما أكل على خوان قط وما رأى
شاة سميطا قط وما رأى منخلا منذ أن بعثه الله إلى يوم قبض ما أخذ من الدنيا
شيئا ولا أخذت منه شيئا وصدق صلى الله عليه وسلم إذ يقول (مالي وللدنيا
إنما أنا كراكب استظل بظل شجرة ثم راح وتركها) .

وأما عن شجاعته وجهاده فيروى أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله
عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة ذات
ليلة فانطلق الناس قبل الصوت فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد سبق
الناس إلى الصوت وهو يقول (لم تراعوا … لم تراعوا) وهو على فرس لأبى طلحة
عرى ما عليه سرج في عنقه سيف فقال (لقد وجدته بحرا) ، وعن على رضي الله عنه
قال: كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله
عليه وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه. ولولا خوف الإطالة لسردنا
شمائله صلى الله عليه وسلم التي نادى بها وعلّمها أمته وكان أول الممارسين
العمليين لها.

(ب) الصدق النبوي في الجد والدعابة:

(الصدق صفة أساسية لابد أن يتمتع بها صاحب الرسالة، هذا الصدق لابد أن يكون
مطلقا لا يُنقض في أي حال بحيث لو امتحن صاحب الرسالة في كل قول له لكان
مطابقا للواقع إذا وعد أو عاهد أو جد أو داعب أو أخبر أو تنبأ وإذا انتقضت
هذه الصفة أي نقض فإن دعوى الرسالة تنتقض من أساسها؛ لأن الناس لا يثقون
برسول غير صادق والرسول الصادق لا تجد في ثنايا كلامه شيئا من الباطل في أي
حال من الأحوال) ولقد كان الصدق من أوضح السمات في شخصية رسول الله صلى
الله عليه وسلم وكفي دلالة على هذا الصدق أن قومه لقبوه بالصادق الأمين بل
إن أول انطباع يرسخ في نفس من يراه لأول مرة أنه من الصديقين فعن عبه الله
بن سلام قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس وقيل
قد قدم النبي صلى الله عليه وسلم وجئت فيمن جاء قال فلما تبينت وجهه عرفت
أن وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول ما قال (يا أيها الناس أفشوا السلام
وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام) رواه
الترمذى .

فهو الصادق في وعده وعهده فعن عبد الله بن أبى الخنساء قال بايعت النبي
صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث وبقيت له بقية فواعدته أن آتيه بها في
مكانه ذلك فنسيت يومي والغد فأتيته اليوم الثالث وهو في مكانه فقال (يا فتى
لقد شققت علىّ أنا ههنا منذ ثلاث انتظرك) رواه أبو داود وبعد غزوة حنين
جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم غنائم هوازن فوقف عليه رجل من
الناس فقال إن لي عندك موعدا يا رسول الله قال (صدقت فاحتكم ما شئت) قال
أحتكم ثمانين ضائنة وراعيها قال (هي لك وقال احتكمت يسيرا) رواه الحاكم.
وأخرج الحاكم عن حويطب بن عبد العزى في قصة إسلامه أنه عندما كان مشركا
تولى مطالبة الرسول صلى الله عليه وسلم بالجلاء عن مكة في عمرة القضاء بعد
انقضاء مدة الثلاثة أيام المتفق عليها يقول حويطب: ولما قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعمرة القضاء وخرجت قريش من مكة كنت فيمن تخلف بمكة أنا
وسهيل بن عمرو لكى نخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مضى الوقت فلما
انقضت الثلاثة أقبلت أنا وسهيل بن عمرو فقلنا: قد مضى شرطك فاخرج من بلدنا
فصاح (يا بلال لا تغب الشمس وواحد من المسلمين بمكة ممن قدم معنا) وما حدث
أن وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عاهد فأخلف أو غدر ولقد روى
البخارى (أن هرقل لما سأل أبا سفيان عن محمد هل يغدر ؟ أجاب أبو سفيان لا
فقال هرقل بعد ذلك وسألتك هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر وكذلك الرسل لا تغدر)
بل إنه صلى الله عليه وسلم لا يحيد عن الصدق ولا حتى مجاملة لأحد فعن عمرو
بن العاص رضي الله عنه قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه
وحديثه على أشر القوم يتألفهم بذلك فكان يقبل بوجهه وحديثه علىّ حتى ظننت
أنى خير القوم فقلت يا رسول الله أنا خير أم أبو بكر فقال أبو بكر فقلت يا
رسول الله أن خير أم عمر فقال عمر فقلت أنا خير أم عثمان فقال عثمان فلما
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصدقني فلوددت أنى لم أكن سألته) رواه
الترمذى.

وحتى في أوقات الدعابة والمرح حيث يتخفف الكثيرون من قواعد الانضباط كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق في مزاحه فعن أبى هريرة قال (قالوا
يا رسول الله إنك تداعبنا قال إني لا أقول إلا حقا) رواه الترمذى.

(جـ) التوازن الأخلاقي في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من أبلغ وأجمع الكلمات التي وصفت أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
قالته السيدة عائشة رضي الله عنه (كان خلقه القرآن) ولقد كانت هذه الأخلاق
من السمو والتوازن ما جعل تواضعه لا يغلب حلمه ولا يغلب حلمه بره وكرمه ولا
يغلب بره وكرمه صبره … وهكذا في كل شمائله صلوات الله وسلامه عليه هذا مع
انعدام التصرفات الغير أخلاقية في حياته.

فعن تواضعه يروى أبو نعيم في دلائل النبوة عن أنس رضي الله عنه قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس لطفا والله ما كان يمتنع في
غداة باردة من عبد ولا من أمة ولا صبى أن يأتيه بالماء فيغسل وجهه وذراعيه
وما سأله سائل قط إلا أصغى إليه أذنه فلم ينصرف حتى يكون هو الذي ينصرف عنه
وما تناول أحد بيده إلا ناوله إياها فلم ينزع حتى يكون هو الذي ينزعها
منه.

وعن حلمه يروى البخاري يوم حنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم
الغنائم فقال رجل والله إن هذه لقسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله
فقلت -أي عبد الله راوي الحديث- والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأتيته فأخبرته فقال (من يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله رحم الله موسى
قد أوذي بأكثر من هذا فصبر).

وعن كرمه يروى الشيخان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال (ما سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا ..) وأخرج أحمد عن أنس أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم لم يسأل شيئا على الإسلام إلى أعطاه قال فأتاه
رجل فأمر له بشاء كثير بين جبلين من شاء الصدقة فرجع الرجل إلى قومه فقال
يا قوم أسلموا فإن محمد يعطى عطاء من لا يخشى الفاقة وأخرج ابن عساكر في
قصة إسلام صفوان بن أمية عن عبد الله بن الزبير قال: وخرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم قبل هوازن وخرج معه صفوان وهو كافر وقد أرسل إليه يستعيره
سلاحه فقال صفوان طوعا أو كرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية
رادة فأعاره مائة درع بأداتها فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحملها
إلى حنين فشهد حنينا والطائف ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
الجعرانة فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في الغنائم ينظر إليها
ومعه صفوان بن أمية جعل صفوان ينظر إلى شعب ملاء نعما وشاء ورعاء فأدام
النظر إليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقه فقال (أبا وهب يعجبك هذا
الشعب) قال نعم قال (هو لك وما فيه) فقال صفوان: ما طابت نفس أحد بمثل هذا
إلا نفس نبى أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأسلم
مكانه.

(د) التوازن النبوي بين الحزم واللين.

(فرغم ما حباه الله به من الحلم والرأفة إلا أنه الحلم والرأفة التي لا
تجاوز حدها فكان صلى الله عليه وسلم يغضب للحق إذا انتهكت حرمات الله فإذا
غضب فلا يقوم لغضبه شيء حتى يهدم الباطل وينتهى وفيما عدا ذلك فهو أحلم
الناس عن جاهل لا يعرف أدب الخطاب أو مسئ للأدب أو منافق يتظاهر بغير ما
يبطن).

فعن عائشة رضي الله عنها قالت (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده
خادما له قط ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا إلا أن يجاهد في سبيل الله ولا
خير بين شيئين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثما فإذا كان إثما
كان أبعد الناس من الإثم ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه حتى تنتهك
حرمات الله فيكون هو ينتقم لله) رواه أحمد ، وعن جابر رضي الله عنه قال
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الوحي أو وعظ قلت نذير قوم
أتاهم العذاب فإذا ذهب عنه ذلك رأيته أطلق الناس وجها وأكثرهم ضحكا وأحسنهم
بشرا) رواه البزار.

ولما نكث بنو قريظة العهد وتحالفوا مع الأحزاب على حرب المسلمين ثم رد الله
كيدهم في نحورهم وأمكن الله رسوله منهم رضوا بحكم سعد بن معاذ كما رضيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكم سعد أن تقتل رجالهم وتسبى نساؤهم
وزراريهم فتهلل وجه الرسول وقال (لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع
سماوات) فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم في يوم واحد أربعمائة رجل
صبرا. وروى ابن إسحاق في قصة أسرى غزوة بدر قال: ومنهم أبو عزة الشاعر كان
محتاجا ذا بنات فقال يا رسول الله لقد عرفت مالي من مال وإني لذو حاجة وذو
عيال فامنن علىّ فمن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عليه أن لا
يظاهر عليه أحد فقال أبو عزة في ذلك شعرا يمدح به رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثم إن أبا عزة هذا نقض ما كان عاهد عليه الرسول ولعب المشركون بعقله
فرجع إليهم فلما كان يوم أحد أُسر فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يمن
عليه أيضا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا أدعك تمسح عارضيك وتقول
خدعت محمدا مرتين)) ثم أمر به فضربت عنقه. وعن المسور بن مخرمه رضي الله
عنه قال خطب علىّ بنت أبى جهل وعنده فاطمة فسمعت بذلك فاتت النبي صلى الله
عليه وسلم فقالت يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك وهذا على ناكح ابنه أبى جهل
فقام النبي صلى الله عليه وسلم فتشهد وقال أما بعد فإني أنكحت أبى العاص
بن الربيع فحدثني وصدقنى وإن فاطمة بضعة منى يريبنى ما يريبها والله لا
تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله أبدا قال فترك علىّ
الخطبة. إنه اللين الذي لا يعرف الخور والحزم الذي به تكون الرجال فصلوات
الله وسلامه عليه.

لقد سجل لنا التاريخ سير آلاف المصلحين والزعماء الذين عاشوا مناضلين من
أجل فكرة أو مبدأ أفاد شعوبهم أو الإنسانية عامة ولكن لم تجتمع كل المبادئ
الطيبة إلا في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت والقيادة
والأخلاق والعبادة والكثير من أوجه الحياة التي استنارت بمبعثه فصلوات الله
عليه في الأولين والآخرين.

مقال للدكتور : خالد سعد النجار

































إذا أعجبك الموضوع فشارك به أصدقااءك وصديقاتك في الفايسبوك
Share


 

توقيع zaizon

منتدياات حد الغربية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Vide
zaizon
مراقب إداري
مراقب إداري
zaizon
ذكر

عدد المساهماات عدد المساهماات :
11413

العمر العمر :
35

النقاط النقاط :
10127

التّقييم التّقييم :
21

الهواية الهواية :
كل الهوايات المحمودة

الإنتساب الإنتساب :
23/04/2008

. :
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  5110
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  M710
------------------
الوسام إهداء من مغربية وافتخر
مسؤولة كشاكيل وألبومات
حد الغربية
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Icon
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Rachid11
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Rachid12


 

 


مُساهمةموضوع: رد: أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية    أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Emptyالسبت 26 فبراير 2011, 17:27

الحياة الدنيوية لصفوة خلق الله محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه


كانت الحياة الدنيوية لأشرف الرسل، وأكرم خلق الله، وخير البرية محمد بن
عبدالله صلوات الله وسلامه عليه، مثالاً وبرهاناً أن الله لا يختار الدنيا
لأوليائه وأحبابه، وإنما يختار لهم الآخرة {وللآخرة خير لك من الدنيا}.

وكانت كذلك سلسلة متواصلة من الاختبارات والابتلاءات.

فقبل الرسالة نشأ النبي صلى الله عليه وسلم في أسرة فقيرة فقد مات أبوه قبل
أن يولد، ولم يترك له من الميراث إلا أمة هي أم أيمن رضي الله عنها.

وقـد عانت أمه حتى وجدت مرضعاً له، وبقي في كفالة جده عبدالمطلب ثم لم تلبث
والدته حتى توفيت وهـو طفل صغير، ثم تبعها جده عبدالمطلب، فانتقل النبي
صلى الله عليه وسلم إلى كفالة عمه أبي طالب، الذي كان فقيراً، كثير
الأولاد، وهكذا نشأ النبي يتيماً فقيراً قد من الله عليه بالمأوى عند جده،
ثم عمه. قال تعالى: {ألم يجدك يتيماً فآوى}.

وعمل النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام أجيراً في رعي غنم الأثرياء من أهل
مكة فقال: [رعيت الغنم على قراريط لبعض أهل مكة]، والقيراط عمله صغيرة في
قيمة الفلس.

ولما شب لم يكن له مال ليتاجر فيه كأهل مكة الذين كانت التجارة هي عملهم
الأساس. فإن مكة ليست ببلـد زرع، وإنما عيش أهلها على التجارة واستجلاب
البضائع، والبيع في أسواق الحج.. وقد عمل النبي صلى الله عليه وسلم
بالتجارة مرات قليلة في مال خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. وكان أهل مكة
يقارضون بأموالهم. (والقراض أن يعطي رب المال ماله للعامل ليتاجر فيه ثم
يكون الربح بينهما وإذا وقعت الخسارة وقعت في المال وخسر العامل عمله)،
وهذه المعاملة التي كان أهل الجاهلية يتعاملون بها جاء الإسلام وأقرها، فهي
صورة من صورة الشركة في الإسلام.

ولم يتوغل النبي في التجارة، ولا كانت هماً له.

وبعد أن تزوج من خديجة رضي الله عنها، انصرف إلى العزلة والتعبد، فكان يأخذ
زاده من طعام وشراب، ويخرج خارج مكة، وقد اختار جبل حراء الذي وجد كهفاً
(مغارة) في أعلاه سكنها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يمكث فيها الليالي
ذوات العدد حتى إذا فنى الطعام الذي معه، ونفذ الماء رجع إلى مكة مرة
ثانية، ثم يكون من شأنه أن يتزود من الطعام والشراب لأيام أخرى يقضيها وحده
في غار حراء.



ووجد صلى الله عليه وسلم في هذه الخلوة راحته وسعادته واطمئنان قلبه، وحببت
إليه هذه الخلوة والابتعاد عن الناس، ومن كان في مثل هذه الحال فإن الدنيا
لا تكون له على بال.

وكان هذا إعداداً من الله له ليحمل بعد ذلك ما لا تستطيع حمله الجبال.

وأتاه الوحي من الله، وحمله الله سبحانه وتعالى رسالته إلى العالمين، وأمره بإبلاغ دينه إلى الناس كافة في الأرض كلها.

وهذه الرسالة تبديل كامل لما عليه الأمم كلها من العقائد والنظم والتشريع
والآداب والأخلاق، وفيها إكفار أهل الأرض كلهم: اليهود والنصارى والعرب
المشركين والمجوس، وتسفيه لأحلامهم وحكم عليهم بالنار والعذاب والخسران هم
ومن مضى من آبائهم إن ظلوا على ما هم عليه من الدين والخلق والسلوك
والتشريع..

ومع ضخامة هذه المهمة وثقلها، وتكاليفها الباهظة فإن الله سبحانه وتعالى لم
يضع تحت يد النبي صلى الله عليه وسلم كنزاً من المـال ينفق منه، ولا وسيلة
معجزة خارقة للعادة تحمله هنا وهناك ليبلغ رسالة ربه، بل ولم يرفع عنه
السعي الواجب ليكسب عيشه وعيش أولاده، وكان صلى الله عليه وسلم قـد رزق
بولدين القاسم وعبدالله ماتا سريعاً، وبأربعة من البنات هن زينب،ورقية، وأم
كلثوم، وفاطمة، عليهن السلام جميعاً ظللن في كنفه. والبنت ليست كاسبة.

وكان على النبي صلى الله عليه وسلم الذي حمل هذه الأمانة العظمى أن يسعى
فيها وأن يجد ويجتهد، فانتهى بذلك عهد السكون والخلوة والسلامة من الناس
والبعد عن شرورهم..

يوم الطائف!! وما لقي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ولم يجد النبي صلى الله عليه وسلم من ماله في هذا الوقت دابة يركبها، ولو
حماراً يحمله إلى مكان بعيد عن مكة ليبلغ رسالة ربه، ولما أراد الذهاب إلى
الطائف لم يجد إلا قدميه، وعندما رآه أهل الطائف وهم أهل الغنى والثراء،
وقد أتاهم من مكة ماشياً، وليس معه أحد.. لا صديق، ولا مرافق، ولا خادم،
يقوم بخدمته.. ثم يقول لهم بعد ذلك: [أنا رسول رب العالمين]!!، استنكروا
هذا جداً، ولم تتقبل عقولهم المريضة، ونفوسهم الخسيسة أن يكون هذا الذي
أمامهم وهو على تلك الحال من الضعف والفقر هو رسـول الله حقاً وصدقاً، إذ
كيف يكون رسول الله خالق الكون الذي يكلفه بالبلاغ للناس جميعاً، ولا يضع
له ولو ردابة في الخدمة ليبلغ عليها رسالة ربه!!

وكان من شأنهم ما قصه النبي صلى الله عليه وسلم عندما سألته أم المؤمنين
عائشة رضي الله عنها قائلة: هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟ قال:
[لقيت من قومك ما لقيت!! وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذا عرضت نفسي
على ابن عبدياليل بن عبدكلال، فلم يجبني إلى ما أردت -فانطلقت وأنا مهموم-
على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب -وهو المسمى بقرن المنازل- فرفعت
رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن
الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال
لتأمره بما شئت فيهم!! فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد، ذلك!!
فما شئت؟‍‍! إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين - أي لفعلت، (والأخشبان هما
جبلا مكة، أبو قبيس والذي يقابله وهو قعيقعان) - قال النبي صلى الله عليه
وسلم: بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا
يشرك به شيئاً].(متفق عليه).

النبي صلى الله عليه وسلم يستدين ثمن الراحلة التي يهاجر عليها إلى المدينة:

ولما أذن الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة بعد أن
أجمعت قريش أمرها على قتله، رأت أن هـذا هو السبب الوحيد الذي يمكن أن يوقف
دعوته، وأن نفيه خارج مكة أو حبسه فيها، لن يمنع من انتشار دعوته في مكة
وخارجها.. أقول لما عزم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج مكة وأذن الله له
في الخروج منها لم يكن يملك راحلة يركبها، وهو رسول رب العالمين، الذي له
ملك السموات والأرضين، ولما عرض النبي صلى الله عليه وسلم أمر الهجرة على
الصديق أبي بكر رضي الله عنه، فرح أبو بكر بذلك فرحاً شديداً، وكان يعلم
أنه لا بقاء له والرسول صلى الله عليه وسلم بمكة بعد أن اشتد على المسلمين
الأذى وهاجر عامتهم إلى الحبشة، ولم يبق إلا من له عهد مع قريش أو عصبة
قوية تحميه، وكان أبو بكر قـد اشترى راحلتين من ماله، وكان تاجراً ميسوراً
فعرض على النبي صلى الله عليه وسلم إحداهما ليهاجر عليها فقبلها النبي
بثمنها.

الصديق يرتب أمر الهجرة خطة ومالاً:

ورتب أبو بكر شأن الهجرة كله، الرواحل، والزاد، ودليل الطريق (عبدالله بن
أريقط) وكان غلاماً للصديق، والاختفاء في نواحي مكة حتى يخف الطلب ويأمن
الطريق، وكيفية وصول الزاد إليهما، ومعرفة أخبار قريش مدة الاختفاء حتى يخف
الطلب، فقد كان رأس أبي بكر مطلوباً مع رأس النبي صلى الله عليه وسلم، فإن
قريش جعلت مائة من الإبل لمن أتاها بالنبي أو صاحبه حياً أو ميتاً.

وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على الصديق الذي لم يكن للنبي صلى الله عليه
وسلم من أهل الأرض كلهم ناصر بعد الله إلا هو، الذي رافقه في هجرته جاعلاً
حياته مع حياة النبي صلى الله عليه وسلم وروحه دون روحه. قال تعالى: {إلا
تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذي كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ
يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا...} الآية

وهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لا يحمل مالاً ولا متاعاً،
والراحلة التي حملته كانت من مال الصديق ديناً على النبي صلى الله عليه
وسلم، وحق للنبي صلى الله عليه وسلم قبل موته أن يذكر الصديق مشيداً
بمنزلته وفضله فيقول: [إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت
متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم خليل
الرحمن] (متفق عليه).

النبي صلى الله عليه وسلم ينزل المدينة بلا مال أو متاع:

ويسكن النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وينزل أولاً ضيفاً على أبي أيوب
الأنصاري، ثم يعرض شراء أرض المسجد وكانت خربة فيها قبور لبعض المشركين،
وبقايا نخل لا يثمر، فيقول أصحاب الأرض: والله لا نقبل ثمنها إلا من الله!!

فيكون وقفهم هذا أعظم وقف في الإسلام (المسجد الذي أسس على التقوى من أول
يوم) ويشتري النبي بجوار المسجد أرضاً يقيم فيها حجرات لزوجاته. كانت
الحجرة لا تسعه قائماً يصلي، وتسع امرأته. قالت أم المؤمنين عائشة الصديقة
بنت الصديق رضي الله عنها: (كنت أنام في قبلة النبي صلى الله عليه وسلم،
وهو قائم يصلي من الليل فإذا أراد أن يسجد غمزني فقبضت رجلي فإذا قام
بسطتهما). (متفق عليه) وهذا من ضيق المكان.

فهل تتصور الآن غرفة لا تسع مصل ونائم!!

أنس بن مالك أعظم هدية في الإسلام:

ولما سكن الرسـول بيته جاءته أم سليم الأنصارية الصحابة العابدة الفقيهة
الحصيفة كاملة الدين والعقل فأهدت له ابنها، وقالت: يا رسول الله هذا خادمك
أنس!!، فكان أنس بن مالك رضي الله عنه خـادم النبي صلى الله عليه وسلم
لعشر سنين!! لم يعرف خادم في الدنيا أشرف ولا أجل ولا أعظم منه فشرف الخادم
بشرف المخدوم، وهل أجل وأعظم وأشرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولو قدر لنا أن نرى خادم رسول الله لخدمناه لخدمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

منزل بلا أثاث أو رياش:

وعاش النبي صلى الله عليه وسلم في منزل لا يعرف الأثاث ولا الرياش، فلم يكن
فيه بساط قط، ولا كان يستر حيطانه من الطين شيء من الأصباغ بل ولا تسويه
بالملاط.

ولما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم عدي بن حاتم الطائي وهو ملك طيء
وسيدهم وحبرهم، وقد علق صليباً من الذهب في صدره، واستضافه النبي صلى الله
عليه وسلم إلى منزله لم يجد النبي صلى الله عليه وسلم ما يقدم لضيفه ليجلس
عليه إلا وسادة واحدة من ليف وضعها النبي صلى الله عليه وسلم لضيفه ليجلس
عليها، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأرض!!.

منزل بلا مطبخ ولا نار!!

ولم يعرف بيت النبي صلى الله عليه وسلم مطبخاً قط، ولا كان فيه فرن قط،
وكان يمر شهران كاملان ولا يوقد في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم نار قط،
وكان يعيشون الشهر والشهرين على الماء والتمر فقط.. قالت أم المؤمنين عائشة
رضي الله عنها: كنا نتراءى الهلال والهلال والهلال ثلاثة أهلة في شهرين،
ولا يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار!! قيل: فما كان طعامكم.
قالت: الأسودان: التمر والماء!!!

ولم يكن يجد آل محمد صلى الله عليه وسلم التمر في كل أوقاتهم، بل كان رسول
الله يمضي عليه اليوم واليومين وهو لا يجد من الدقل (التمر الرديء) ما يملأ
به بطنه.

ولم ير رسـول الله صلى الله عليه وسلم الخبز الأبيض النقي قط، وسأل عروة بن
الزبير رضي الله عنه خالته عائشة رضي الله عنها هل أكل رسول الله خبز
النقي؟ فقالت: ما دخل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلاً قط، ولا رأى
رسول الله منخلاً قط.. قال: فكيف كنتم تأكلون الشعير؟ قالت: كنا نطحنه ثم
نذريه (مع الهواء) ثم نثريه ونعجنه!! ومع ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه
وسلم لم يشبع من خبز الشعير هذا يومين متتالين حتى لقي الله عز وجل!!

قالت أم المؤمنين رضي الله عنها: ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتالين حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكانت تمر الأيام على أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجدون ما يأكلونه لا تمراً ولا شعيراً إلا الماء.

ولقد جاء للنبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله أنا ضيفك
اليوم!! فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى تسع زوجات عنده، ترد كل واحدة
منهن (والله ما عندنا ما يأكله ذو كبير!! والمعنى من طعام يمكن أن يأكله
إنسان أو حيوان) فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أخذه إلى
المسجد عارضاً ضيافته على من يضيفه من المسلمين فقال: [من يضيف ضيف رسول
الله!!]

وأقول: الله أكبر!! رسـول رب العالمين، ومن له خزائن السموات والأراضين لا يوجد في بيته خبزة من شعير أو كف من تمر يقدمه لضيفه!!

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد الذي أرسلته رحمة للعالمين
وسيداً للبشر أجمعين، وأعليت ذكره في الأولين والآخرين، واحشرني تحت لوائه
يوم الدين.

وعاش النبي صلى الله عليه وسلم حياته لم يجلس في طعامه على خوان قط، ولا
أكل في (سكرجة) قط (السكرجة: هي الصحون الصغيرة) ولم يعرف لا هـو ولا
أصحابه المناديل التي يجفف بها الأيدي بعد الطعام قط.

هذه ثياب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:



وكان عامة أصحابه لا يجد أحدهم إزاراً ورداءاً معاً، بل عامتهم من كان له إزار لم يكن له رداء، ومن كان له رداء لم يكن له إزار!!

وكان يستحيون من رقة حالهم إذا جلسوا أو مشوا أن تظهر عوراتهم!!

وكان يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلوا وليس لإحدهم إلا الإزار أن
يخالف بين طرفيه ويربطه في رقبته على عاتقيه!! حتى لا يسقط إزاره وهو
يصلي!!

وفي عهد التابعين رأى أحدهم جابر بن عبدالله الأنصاري يصلي في إزار قد عقده
من قبل قفاه!! وثيابه موضوعة على المشجب فقال له: تصلي في إزار واحد؟!
فقال: إنما صنعت ذلك ليراني أحمق مثلك!! وأينا كان له ثوبان على عهد النبي
صلى الله عليه وسلم.

واختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيش حياته كلها متخففاً من الدنيا،
مقبلاً على الآخرة، ولما فتحت له الفتوح، وكان له الخمس من مال بني النضير
وخمس الخمس من خيبر، والخمس من فدك وكلها أراض ترد غلات كبيرة جعل كل ذلك
في سبيل الله، وجاءته نساؤه يطلبن التوسعة في النفقة، فأنزل الله سبحانه
وتعالى عليه: {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينها
فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً وإن كنتن تردن الله ورسـوله والدار
الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً}.

ولما نزلت هذه الآية على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلم أن هذا الخيار قد
يصعب على بعض زوجاته، وكان صلى الله عليه وسلم يحب عائشة رضي الله عنها،
وكانت في وقت نزول هذه الآية طفلة صغيرة لم تكمل الحادية عشرة من عمرها.

فبدأ النبي بها صلى الله عليه وسلم وقال لها: ((يا عائشة إني عارض عليك أمراً فلا تستعجلي فيه حتى تستأمري أبويك!!)).

وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أن أبويها لا يمكن أن ينصحا لها بفراق
النبي صلى الله عليه وسلم!! فلما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم عليها الآية
وفيها تخيير بين الحياة مع النبي مع التقشف والتخفف من الدنيا، وترك
التوسع فيها، وبين الطلاق. قالت: يا رسول الله أفيك أستأمر أبوي!! بل أختار
الله ورسوله والدار الآخرة!!

الله أكبر... ما أعظم هذا!! هذه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فتاة لم
تبلغ الحادية عشرة من عمرها... أي فقه وفهم ورجاحة عقل ودين كانت تحمله هذه
الحِصَان الرازن الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها. ثم قالت عائشة للنبي
صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: ولكن يا رسول الله لا تخبر أحداً من زوجاتك
بالذي اخترته!!

ومرة ثانية أقول الله أكبر... عائشة أم المؤمنين التي اختارت الله ورسوله
والدار الآخرة وآثرت الحياة مع النبي صلى الله عليه وسلم مع الزهد والتقشف
والتقلل من الدنيا يظهر فيها كذلك معاني الأنثى الكاملة، والزوجة الغيور
المحبة لزوجها التي تريد أن تستأثر به (وفضل عائشة على سائر النساء كفضل
الثريد على سائر الطعام)، وترجو أن يسقط في الاختبار غيرها من زوجات النبي
صلى الله عليه وسلم!!

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها: ((لا تسألني واحدة منهن عما اخترتيه إلا قلت لها!!)).

نعم المعلم أنت يا رسول الله!! فقد كنت كاملاً في كل نواحيك!!:

فأنت خير زوج لأزواجك، وخير صديق لأصدقائك، وخير صاحب لأصحابك، وخير شريك
لشركائك، وخير جار لجيرانك، وفي النهاية خير رسول لأمته. فصلى الله عليك
وعلى آلك وأزواجك الطيبين الطاهرين الذين صحبوك في هذه الحياة الدنيا على
أتم صحبة، فكانت زوجاتك الطيبات الطاهرات خير النساء، ومن أجل ذلك جعلهن
الله أمهات لكل مؤمن بمنزلة الأم الرؤوم الحنون. كما كنت يا رسـول الله
أباً لكل مؤمن بمنزلة الوالد الرؤوف الرحيم {النبي أولى بالمؤمنين من
أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهن}.

وفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا يوم فارقها وهو في ثوبه الخشن،
ومنزله المتواضع، عيشه الكفاف، ولم يترك ديناراً ولا درهماً بل مات وهو
مدين بثمن ثلاثين صاعاً من شعير طعاماً لأهل بيته كان قد اشتراها من يهودي
ورهنه النبي درعه!!

وأخرجت عائشة رضي الله عنها للناس رداءاً وكساءاً غليظاً فقالت: توفي رسـول الله صلى الله عليه وسلم في هذين!!

فسلام الله عليك ورحمته وبركاته عليك يا رسول الله في العالمين.
مقال لـ عبد الرحمن بن عبد الخالق


































































إذا أعجبك الموضوع فشارك به أصدقااءك وصديقاتك في الفايسبوك
Share


 

توقيع zaizon

منتدياات حد الغربية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Vide
zaizon
مراقب إداري
مراقب إداري
zaizon
ذكر

عدد المساهماات عدد المساهماات :
11413

العمر العمر :
35

النقاط النقاط :
10127

التّقييم التّقييم :
21

الهواية الهواية :
كل الهوايات المحمودة

الإنتساب الإنتساب :
23/04/2008

. :
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  5110
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  M710
------------------
الوسام إهداء من مغربية وافتخر
مسؤولة كشاكيل وألبومات
حد الغربية
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Icon
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Rachid11
أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Rachid12


 

 


مُساهمةموضوع: رد: أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية    أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية  Emptyالسبت 26 فبراير 2011, 17:31

الوصف الكامل للرسول صلى الله عليه وسلم


قبل أن نبدأ هل تعلم كم هو مقدار ما ستجنيه من إحالتك لهذه الرسالة بعد قراءتها ولو لقارئ واحد من بعدك؟

- وردت (صلى الله عليه وسلم) في هذا المقال مائة واثنا عشرة مرة، وهذا
معناه، أن الله جل وعلا سيصلي عليك بها ألفاً ومائة وعشرين مرة، وسيصلي
عليك كل ملك مثلها، ملائكة لا يعلم عددهم إلا الخالق جل شأنه عالم الغيب
والشهادة.

- وردت آية من القرآن الكريم في هذا المقال بلغت عدد حروفها ثلاث وستين
حرفاً، والحرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها، وهذا يعني ستمائة وثلاثين حسنة.

- اعلم أن كل من سيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذه الرسالة ويكون
سببها قراءة هذه الرسالة، فإن حسناتك منها وصلوات ربك وملائكته عليك في
تصاعد مستمر.

تخيل أن تنتشر هذه الرسالة من بعدك تواتراً وتصل إلى مائة ألف مسلم على الأقل؟ فماهي غنيمتك من ذلك؟ سأجعل حساب ذلك لك.

* * *

بسم الله الرحمن الرحيم



صفة لونه:

عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أزهر اللون،
ليس بالأدهم و لا بالأبيض الأمهق - أي لم يكن شديد البياض والبرص - يتلألأ
نوراً).

صفة وجهه:

كان صلى الله عليه وسلم أسيل الوجه مسنون الخدين ولم يكن مستديراً غاية
التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة هو أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان
وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء، مليحاً كأنما صيغ من فضة لا
أوضأ ولا أضوأ منه وكان صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأن
وجهه قطعة قمر. قال عنه البراء بن عازب: (كان أحسن الناس وجهًا و أحسنهم
خلقاً).

صفة جبينه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل
الجبين). الأسيل: هو المستوي. أخرجه عبد الرازق والبيهقي وابن عساكر. وكان
صلى الله عليه وسلم واسع الجبين أي ممتد الجبين طولاً وعرضاً، والجبين هو
غير الجبهة، هو ما اكتنف الجبهة من يمين وشمال، فهما جبينان، فتكون الجبهة
بين جبينين. وسعة الجبين محمودة عند كل ذي ذوق سليم. وقد صفه ابن أبي خيثمة
فقال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلى الجبين، إذا طلع جبينه بين
الشعر أو طلع من فلق الشعر أو عند الليل أو طلع بوجهه على الناس، تراءى
جبينه كأنه السراج المتوقد يتلألأ).

صفة حاجبيه:

كان حاجباه صلى الله عليه وسلم قويان مقوسان، متصلان اتصالاً خفيفاً، لا يرى اتصالهما إلا أن يكون مسافراً وذلك بسبب غبار السفر.

صفة عينيه:

كان صلى الله عليه وسلم مشرب العينين بحمرة، وقوله مشرب العين بحمرة: هي
عروق حمر رقاق وهي من علاماته صلى الله عليه وسلم التي في الكتب السالفة.
وكانت عيناه واسعتين جميلتين، شديدتي سواد الحدقة، ذات أهداب طويلة - أي
رموش العينين - ناصعتي البياض وكان صلى الله عليه وسلم أشكل العينين. قال
القسطلاني في المواهب: الشكلة بضم الشين هي الحمرة تكون في بياض العين وهو
محبوب محمود. وقال الزرقاني: قال الحافظ العراقي: هي إحدى علامات نبوته صلى
الله عليه وسلم، ولما سافر مع ميسرة إلى الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال:
في عينيه حمرة؟ فقال: ما تفارقه، قال الراهب: هو شرح المواهب. وكان صلى
الله عليه وسلم (إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل) رواه الترمذي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كانت عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوان
أدعجهما - والعين النجلاء الواسعة الحسنة والدعج: شدة سواد الحدقة، ولا
يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدقة - وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس
من كثرتها). أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق.

صفة أنفه:


يحسبه من لم يتأمله صلى الله عليه وسلم أشماً ولم يكن أشماً وكان مستقيماً،
أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع، مع دقة أرنبته والأرنبة هي ما لان من
الأنف.

صفة خديه:

كان صلى الله عليه وسلم صلب الخدين. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض
خده). أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي: هذا حديث صحيح.

صفة فمه وأسنانه:

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشنب
مفلج الأسنان). الأشنب: هو الذي في أسنانه رقة وتحدد. أخرجه الطبراني في
المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والبغوي في شرح
السنة. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميله، وكان من أحسن عباد الله شفتين
وألطفهم ختم فم. وكان صلى الله عليه وسلم وسيماً أشنب - أبيض الأسنان مفلج
أي متفرق الأسنان، بعيد ما بين الثنايا والرباعيات- أفلج الثنيتين -
الثنايا جمع ثنية بالتشديد وهي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من
فوق وثنتان من تحت، والفلج هو تباعد بين الأسنان - إذا تكلم رئي كالنور
يخرج من بين ثناياه، - النور المرئي يحتمل أن يكون حسياً كما يحتمل أن يكون
معنوياً فيكون المقصود من التشبيه ما يخرج من بين ثناياه من أحاديثه
الشريفة وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية).

صفة ريقه:

لقد أعطى الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه
الشريف ومن ذلك أن ريقه صلى الله عليه وسلم فيه شفاء للعليل، ورواء للغليل
وغذاء وقوة وبركة ونماء، فكم داوى صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض
فبرىء من ساعته بإذن الله. فقد جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله
عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غداً
رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فلما أصبح
الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يعطاها ، فقال
صلى الله عليه وسلم: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي
عينيه. قال: فأرسلوا إليه. فأتي به وفي رواية مسلم: قال سلمة: فأرسلني رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى علي، فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صلى
الله عليه وسلم في عينيه، فبرىء كأنه لم يكن به وجع). وروى الطبراني وأبو
نعيم أن عميرة بنت مسعود الأنصارية وأخواتها دخلن على النبي صلى الله عليه
وسلم يبايعنه، وهن خمس، فوجدنه يأكل قديداً (لحم مجفف)، فمضغ لهن قديدة،
قالت عميرة: ثم ناولني القديدة فقسمتها بينهن، فمضغت كل واحدة قطعة فلقين
الله تعالى وما وجد لأفواههن خلوف، أي تغير رائحة فم. ومما يروى في عجائب
غزوة أحد، ما أصاب قتادة رضي الله عنه بسهم في عينه قد فقأتها له، فجاء إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تدلت عينه، فأخذها صلى الله عليه وسلم
بيده وأعادها ثم تفل بها ومسح عليها وقال (قم معافى بإذن الله) فعادت أبصر
من أختها، فقال الشاعر (اللهم صل على من سمى ونمى ورد عين قتادة بعد
العمى).

صفة لحيته:

(كان رسول الله صلى الله عليه حسن اللحية)، أخرجه أحمد وصححه أحمد شاكر.
وقالت عائشة رضي الله عنها: (كان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، - والكث:
الكثير منابت الشعر الملتفها - وكانت عنفقته بارزة، وحولها كبياض اللؤلؤ،
في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه
منها)، أخرجه أبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر في تهذيب تاريخ
دمشق وابن أبي خيثمة في تاريخه. وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال:
(كان في عنفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرات بيض). أخرجه البخاري.
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (لم يختضب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما كان البياض في عنفقته). أخرجه مسلم. (وكان صلى الله عليه وسلم أسود كث
اللحية، بمقدار قبضة اليد، يحسنها ويطيبها، أي يضع عليها الطيب. وكان صلى
الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب
زيات). أخرجه الترمذي في الشمائل والبغوي في شرح السنة. وكان من هديه صلى
الله عليه وسلم حف الشارب وإعفاء اللحية.

صفة رأسه:

كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا رأس ضخم.

صفة شعره:

كان صلى الله عليه وسلم شديد السواد رجلاً، أي ليس مسترسلاً كشعر الروم ولا
جعداً كشعر السودان وإنما هو على هيئة المتمشط، يصل إلى أنصاف أذنيه
حيناً ويرسله أحياناً فيصل إلى شحمة أذنيه أو بين أذنيه وعاتقه، وغاية طوله
أن يضرب منكبيه إذا طال زمان إرساله بعد الحلق، وبهذا يجمع بين الروايات
الواردة في هذا الشأن، حيث أخبر كل واحدٍ من الرواة عما رآه في حين من
الأحيان. قال الإمام النووي: (هذا، ولم يحلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه
(أي بالكلية) في سني الهجرة إلا عام الحديبية ثم عام عمرة القضاء ثم عام
حجة الوداع). وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم كثير شعر الرأس راجله)، أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح. ولم
يكن في رأس النبي صلى الله عليه وسلم شيب إلا شعيرات في مفرق

رأسه، فقد أخبر ابن سعيد أنه ما كان في لحية النبي صلى الله عليه وسلم
ورأسه إلا سبع عشرة شعرة بيضاء وفي بعض الأحاديث ما يفيد أن شيبه لا يزيد
على عشرة شعرات وكان صلى الله عليه وسلم إذا ادهن واراهن الدهن، أي أخفاهن،
وكان يدهن بالطيب والحناء. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان النبي
صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه، وكان أهل
الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، فسدل النبي صلى الله
عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد)، أخرجه البخاري ومسلم. وكان رجل الشعر حسناً
ليس بالسبط ولا الجعد القطط، كما إذا مشطه بالمشط كأنه حبك الرمل، أو كأنه
المتون التي تكون في الغدر إذا سفتها الرياح، فإذا مكث لم يرجل أخذ بعضه
بعضاً، وتحلق حتى يكون متحلقاً كالخواتم، لما كان أول مرة سدل ناصيته بين
عينيه كما تسدل نواصي الخيل جاءه جبريل عليه السلام بالفرق ففرق. وعن عائشة
رضي الله عنها قالت: (كنت إذا أردت أن أفرق رأس رسول الله صلى الله عليه
وسلم صدعت الفرق من نافوخه وأرسل ناصيته بين عينيه). أخرجه أبو داود وابن
ماجه. وكان صلى الله عليه وسلم يسدل شعره، أي يرسله ثم ترك ذلك وصار يفرقه،
فكان الفرق مستحباً، وهو آخر الأمرين منه صلى الله عليه وسلم. وفرق شعر
الرأس هو قسمته في المفرق وهو وسط الرأس. وكان يبدأ في ترجيل شعره من الجهة
اليمنى، فكان يفرق رأسه ثم يمشط الشق الأيمن ثم الشق الأيسر. وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يترجل غباً، أي يمشط شعره ويتعهده من وقت إلى آخر.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب
التيمن في طهوره، أي الابتداء باليمين، إذا تطهر وفي ترجله إذا ترجل وفي
انتعاله إذا انتعل). أخرجه البخاري.

صفة عنقه ورقبته:

رقبته فيها طول، أما عنقه فكأنه جيد دمية (الجيد: هو العنق، والدمية: هي
الصورة التي بولغ في تحسينها). فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (كان
عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم إبريق فضة)، أخرجه ابن سعد في الطبقات
والبيهقي. وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهما قالت: (كان أحسن عباد الله
عنقاً، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح
فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب، وما غيب في
الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر)، أخرجه البيهقي وابن
عساكر.

صفة منكبيه:

كان صلى الله عليه وسلم أشعر المنكبين (أي عليهما شعر كثير)، واسع ما
بينهما، والمنكب هو مجمع العضد والكتف. والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين
أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر مع الإشارة إلى أن بعد ما بين
منكبيه لم يكن منافياً للاعتدال. وكان كتفاه عريضين عظيمين.

صفة خاتم النبوة:


وهو خاتم أسود اللون مثل الهلال وفي رواية أنه أخضر اللون، وفي رواية أنه
كان أحمراً، وفي رواية أخرى أنه كلون جسده. والحقيقة أنه لا يوجد تدافع بين
هذه الروايات لأن لون الخاتم كان يتفاوت باختلاف الأوقات، فيكون تارة
أحمراً وتارة كلون جسده وهكذا بحسب الأوقات. ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة
الحمامة، وورد أنه كان على أعلى كتف النبي صلى الله عليه وسلم الأيسر. وقد
عرف سلمان الفارسي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الخاتم. فعن عبد الله
بن سرجس قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزاً ولحماً وقال
ثريداً. فقيل له: أستغفر لك النبي؟ قال: نعم ولك، ثم تلى هذه الآية:
(واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) محمد/19. قال: (ثم درت خلفه فنظرت إلى
خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى عليه خيلان كأمثال الثآليل)،
أخرجه مسلم. قال أبو زيد رضي الله عنه: (قال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم اقترب مني، فاقتربت منه، فقال: أدخل يدك فامسح ظهري، قال: فأدخلت يدي
في قميصه فمسحت ظهره فوقع خاتم النبوة بين أصبعي قال: فسئل عن خاتم النبوة
فقال: (شعرات بين كتفيه)، أخرجه أحمد والحاكم وقال (صحيح الإسناد) ووافقه
الذهبي. اللهم كما أكرمت أبا زيد رضي الله عنه بهذا فأكرمنا به يا ربنا يا
إلهنا يا من تعطي السائلين من جودك وكرمك ولا تبالي.

صفة إبطيه:

كان صلى الله عليه وسلم أبيض الإبطين، وبياض الإبطين من علامة نبوته إذ إن
الإبط من جميع الناس يكون عادة متغير اللون. قال عبد الله بن مالك رضي
الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد فرج بين يديه (أي باعد)
حتى نرى بياض إبطيه). أخرجه البخاري. وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه).
أخرجه أحمد وقال الهيثمي في المجمع رجال أحمد رجال الصحيح.

صفة ذراعيه:

كان صلى الله عليه وسلم أشعر، طويل الزندين (أي الذراعين)، سبط القصب (القصب يريد به ساعديه).

صفة كفيه:


كان صلى الله عليه وسلم رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لحماً، غير
أنها مع غاية ضخامتها كانت لينة أي ناعمة. قال أنس رضي الله عنه: (ما مسست
ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم). وأما ما ورد
في روايات أخرى عن خشونة كفيه وغلاظتها، فهو محمول على ما إذا عمل في
الجهاد أو مهنة أهله، فإن كفه الشريفة تصير خشنة للعارض المذكور (أي العمل)
وإذا ترك رجعت إلى النعومة. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (صليت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه
فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً. قال: وأما أنا فمسح
خدي. قال: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار). أخرجه
مسلم.

صفة أصابعه:

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سائل
الأطراف (سائل الأطراف: يريد الأصابع أنها طوال ليست بمنعقدة). أخرجه
الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات
والحاكم مختصراً والبغوي في شرح السنة والحافظ في الاصابة.

صفة صدره:

كان صلى الله عليه وسلم عريض الصدر، ممتلئ لحماً، ليس بالسمين ولا بالنحيل،
سواء البطن والظهر. وكان صلى الله عليه وسلم أشعر أعالي الصدر، عاري
الثديين والبطن (أي لم يكن عليها شعر كثير) طويل المسربة وهو الشعر الدقيق.

صفة بطنه:

قالت أم معبد رضي الله عنها: (لم تعبه ثلجه). الثلجة: كبر البطن.

صفة سرته:

عن هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دقيق
المسربة موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن
مما سوى ذلك: حديث هند تقدم تخريجه. واللبة المنحر وهو النقرة التي فوق
الصدر.

صفة مفاصله وركبتيه:

كان صلى الله عليه وسلم ضخم الأعضاء كالركبتين والمرفقين والمنكبين والأصابع، وكل ذلك من دلائل قوته صلى الله عليه وسلم.

صفة ساقيه:

عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: (وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى بيض ساقيه). أخرجه البخاري في صحيحه.

صفة قدميه:

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم خمصان
الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء ششن الكفين والقدمين). قوله: خمصان
الأخمصين: الأخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها، وهو الذي لا يلتصق بالأرض
من القدمين، يريد أن ذلك منه مرتفع. مسيح القدمين: يريد أنهما ملساوان ليس
في ظهورهما تكسر لذا قال ينبو عنهما الماء، يعني أنه لا ثبات للماء عليها
وسشن الكفين والقدمين أي غليظ الأصابع والراحة. رواه الترمذي في الشمائل
والطبراني. وكان صلى الله عليه وسلم أشبه الناس بسيدنا إبراهيم عليه
السلام، وكانت قدماه الشريفتان تشبهان قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلام كما
هي آثارها في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام.

صفة عقبيه:

كان رسول صلى الله عليه وسلم منهوس العقبين أي لحمهما قليل.

صفة قامته و طوله:

عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة من
القوم (أي مربوع القامة)، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وكان إلى الطول
أقرب. وقد ورد عند البيهقي وابن عساكر أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يماشي
أحداً من الناس إلا طاله، ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما فإذا
فارقاه نسب إلى الربعة، وكان إذا جلس يكون كتفه أعلى من الجالس. فكان صلى
الله عليه وسلم حسن الجسم، معتدل الخلق ومتناسب الأعضاء.

صفة عرقه:

عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون
كأن عرقه اللؤلؤ (أي كان صافياً أبيضاً مثل اللؤلؤ). وقال أيضاً: (ما شممت
عنبراً قط ولا مسكاً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم). أخرجه
البخاري ومسلم واللفظ له. وعن أنس أيضاً قال: (دخل علينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال (أي نام) عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت
العرق، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أم سليم ما هذا الذي
تصنعين؟ قالت: عرق نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب). رواه مسلم، وفيه دليل
أن الصحابة كانوا يتبركون بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أقر الرسول
صلى الله عليه وسلم أم سليم على ذلك. وكان صلى الله عليه وسلم إذا صافحه
الرجل وجد ريحه (أي تبقى رائحة النبي صلى الله عليه وسلم على يد الرجل الذي
صافحه)، وإذا وضع يده على رأس صبي، فيظل يومه يعرف من بين الصبيان بريحه
على رأسه.

ما جاء في اعتدال خلقه صلى الله عليه وسلم:

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن والصدر). أخرجه الطبراني والترمذي في
الشمائل والبغوي في شرح السنة وابن سعد وغيرهم. وقال البراء بن عازب رضي
الله عنه: (كان رسول الله أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً). أخرجه البخاري
ومسلم.

الرسول المبارك صلى الله عليه وسلم بوصفٍ شامل:

يروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه ومولاه ودليلهما،
خرجوا من مكة ومروا على خيمة امرأة عجوز تسمى (أم معبد)، كانت تجلس قرب
الخيمة تسقي وتطعم، فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها، فلم يجدوا عندها
شيئاً. فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في جانب الخيمة، وكان قد
نفد زادهم وجاعوا. وسأل النبي صلى الله عليه وسلم أم معبد: ما هذه الشاة
يا أم معبد؟ قالت: شاة خلفها الجهد والضعف عن الغنم. فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: هل بها من لبن؟ قالت: بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حلباً
فاحلبها، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الشاة، ومسح بيده ضرعها، وسمى الله
جل ثناؤه ثم دعا لأم معبد في شاتها حتى فتحت الشاة رجليها، ودرت. فدعا
بإناء كبير، فحلب فيه حتى امتلأ، ثم سقى المرأة حتى رويت، وسقى أصحابه حتى
رووا (أي شبعوا)، ثم شرب آخرهم، ثم حلب في الإناء مرة ثانية حتى ملأ
الإناء، ثم تركه عندها وارتحلوا عنها.

وبعد قليل أتى زوج المرأة (أبو معبد) يسوق عنزاً يتمايلن من الضعف، فرأى
اللبن، فقال لزوجته: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب (أي
الغنم) ولا حلوب في البيت!، فقالت: لا والله، إنه مر بنا رجل مبارك من حاله
كذا وكذا، فقال أبو معبد: صفيه لي يا أم معبد، فقالت: رأيت رجلاً ظاهر
الوضاءة، أبلج الوجه (أي مشرق الوجه)، لم تعبه نحلة (أي نحول الجسم) ولم
تزر به صقلة (أنه ليس بناحلٍ ولا سمين)، وسيمٌ قسيم (أي حسن وضيء)، في
عينيه دعج (أي سواد)، وفي أشفاره وطف (طويل شعر العين)، وفي صوته صحل (بحة
وحسن)، وفي عنقه سطع (طول)، وفي لحيته كثاثة (كثرة شعر)، أزج أقرن (حاجباه
طويلان ومقوسان ومتصلان)، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء،
أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق، فصل لا
تذر ولا هذر (كلامه بين وسط ليس بالقليل ولا بالكثير)، كأن منطقه خرزات
نظم يتحدرن، ربعة (ليس بالطويل البائن ولا بالقصير)، لا يأس من طول، ولا
تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصين، فهو أنضر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدراً،
له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود
محفود (أي عنده جماعة من أصحابه يطيعونه)، لا عابس ولا مفند (غير عابس
الوجه، وكلامه خالٍ من الخرافة)، فقال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي
ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك
سبيلا.

وأصبح صوت بمكة عالياً يسمعه الناس، ولا يدرون من صاحبه وهو يقول: جزى الله
رب الناس خير جزائه رفيقين قالا خيمتي أم معبد. هما نزلاها بالهدى واهتدت
به فقد فاز من أمسى رفيق محمد. حديث حسن قوي أخرجه الحاكم وصححه، ووافقه
الذهبي.

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
ليلة إضحيان، وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم وإلى القمر، فإذا هو عندي أحسن من القمر). (إضحيان هي الليلة المقمرة
من أولها إلى آخرها). وما أحسن ما قيل في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل. (ثمال: مطعم، عصمة:
مانع من ظلمهم).

ما جاء في حسن النبي صلى الله عليه وسلم:

لقد وصف بأنه كان مشرباً حمرة وقد صدق من نعته بذلك، ولكن إنما كان المشرب
منه حمرة ما ضحا للشمس والرياح، فقد كان بياضه من ذلك قد أشرب حمرة، وما
تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر لا يشك فيه أحد ممن وصفه بأنه أبيض أزهر.
يعرف رضاه وغضبه وسروره في وجهه وكان لا يغضب إلا لله، كان إذا رضى أو سر
إستنار وجهه فكأن وجهه المرآة، وإذا غضب تلون وجهه واحمرت عيناه. فعن عائشة
رضي الله عنها قالت: (استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها ثوب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبتها فلم أقدر عليها، فدخل رسول الله صلى
الله عليه وسلم فتبينت الإبرة لشعاع وجهه). أخرجه ابن عساكر والأصبهاني في
الدلائل والديلمي في مسند الفردوس كما في الجامع الكبير للسيوطي.

في ختام هذا العرض لبعض صفات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الخلقية
التي هي أكثر من أن يحيط بها كتاب لا بد من الإشارة إلى أن تمام الإيمان
بالنبي صلى الله عليه وسلم هو الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى خلق بدنه
الشريف في غاية الحسن والكمال على وجه لم يظهر لآدمي مثله.

رحم الله حسان بن ثابت رضي الله عنه إذ قال:

خلقت مبرءاً من كل عيب *** كأنك قد خلقت كما تشاء

ويرحم الله القائل:

فهو الذي تم معناه وصورته *** ثم اصطفاه حبيباً باريء النسم

فتنزه عن شريك في محاسنه *** فجوهر الحسن فيه غير منقسم

وقيل في شأنه صلى الله عليه وسلم أيضاً:

بلغ العلى بكماله *** كشف الدجى بجماله

حسنت جميع خصاله *** صلوا عليه وآله

ورحم الله ابن الفارض حيث قال:

وعلى تفنن واصف يفنى *** الزمان وفيه ما لم يوصف

مـسألة:

من المعلوم أن النسوة قطعت أيديهم لما رأين يوسف عليه السلام إذ إنه عليه
السلام أوتي شطر الحسن، فلماذا لم يحصل مثل هذا الأمر مع النبي صلى الله
عليه وسلم؟ هل يا ترى سبب ذلك أن يوسف عليه السلام كان يفوق الرسول صلى
الله عليه وسلم حسناً وجمالاً؟


الجواب:


صحيح أن يوسف عليه السلام أوتي شطر الحسن ولكنه مع ذلك ما فاق جماله جمال
وحسن النبي صلى الله عليه وسلم. فلقد نال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
صفات كمال البشر جميعاً خلقاً وخلقاً، فهو أجمل الناس وأكرمهم وأشجعهم على
الإطلاق وأذكاهم وأحلمهم وأعلمهم... إلخ هذا من جهة، ومن جهة أخرى وكما مر
معنا سابقاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلوه الوقار والهيبة من عظمة
النور الذي كلله الله تعالى به، فكان الصحابة إذا جلسوا مع النبي صلى الله
عليه وسلم كأن على رؤوسهم الطير من الهيبة والإجلال فالطير تقف على الشيء
الثابت الذي لا يتحرك. وما كان كبار الصحابة يستطيعون أن ينظروا في وجهه
ويصفوه لنا لشدة الهيبة والإجلال الذي كان يملأ قلوبهم وإنما وصفه لنا صغار
الصحابة، ولهذا السبب لم يحصل ما حصل مع يوسف عليه السلام.



* * *

اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك وابن عبدك وابن أمتك، صفوة خلقك
وخليلك الرحمة المهداة، نبيك ورسولك الأمين محمد بن عبد الله الهاشمي
القرشي، مادامت السموات والأرض وبقيت الحياة في هذا الكون، منذ أن خلقت
الخلق وإلى أن تقوم الساعة، صلاة وسلاماً ترضيك عنا وتليق بقدره الطاهر
عندك، وبالقدر الذي أمرت به بقولك الحق: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ
عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}، وأجعلها شاهدة لنا لا علينا، وأغنمنا
شفاعته صلى الله عليه وسلم، يوم البعث وساعة الحشر ويوم يقوم الناس من
القبور، ولا تحرمنا لذة النظر إليك، وجواره الكريم في جنة الخلد، صلواتك
ربي وسلامك عليه وعلى آله وأصحابه أجميعن ونحن معهم يا رب العالمين. آمين.
































































































منقووووووووووووول













إذا أعجبك الموضوع فشارك به أصدقااءك وصديقاتك في الفايسبوك
Share


 

توقيع zaizon

منتدياات حد الغربية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
 

أهم شخصية على مر الزمن....وأعظم إنسان عرفته البشرية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

نرجوا أن يكون ردّك على الموضوع بصيغة جميلة تعبر عن شخصيتك الغالية عليناا ...مع فاائق التقدير.... ((مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حد الغربية  :: ™۝√۩ஹ منتديات المعرفة ஹ√۩۝™ :: شخصيات سجلت أسماؤها على جدار التاريخ-