التلوّث الاخلاقي

07/01/2010

قدلايكون هذاالمفهوم جديدا علي الساحة ولاغريبا وربما تناولته بعض من الاقلام لكن يبدو انه لم ياخذ حظه من الاعتبار والاهتمام كما ياخذ مثلا التلوث البيئي .لقد وجد هذاالاخير- للخطورة التي يظهر بها - مكانة مهمة لدى مختلف الجهات الرسمية منها وغير الرسمية ،اما التلوث الاخلاقي ،ورغم خطورته القصوى هوالاخر ،فانه لايزال مهملا،لايلتفت اليه الا من جهات تواجه صيحاتها عادة بوابل من التهم الجاهزة المجترة من قبيل :التطرف،والكراهية،والظلامية،والرجعية،والارهاب،الخ.

ولعل الحديث عن الاخلاق في دول تشجع السياحة بكل مااوتيت من قوة وتطمح الى الملايين من السياح الى ارضها سيكون حديثا مستفزا اوعلى الاقل سخيفا لامحل له من الاعراب .فتاريخ السياحة بالعالم يشهد بان اوكار الفساد الاخلاقي هي المناطق التي تشهد اقبالا سياحيا جماهيريا كبيرا ،كما ان السياحة بشكلها الحالي تجمع ،بشهادة الواقع،اكثر الناس انحطاطا في الاخلاق وأجرأهم على الرذيلة ،بل انهم يعيشون وسطها وبقوة القانون .فهل يمكن سماع صوت الفضيلة وسط الحانات والملاهي الليلية والشواطئ ؟...ان السياحة في بعض البلدان الاسلامية والعربية تحتاج الي مراجعة تصحح مسارها الذي لاتبشر نهايته كما يبدو بخير...

التلوث الاخلاقي خطريهدد تماسك المجتمع،فتفكك الاسر بسموم التلوث الاخلاقي ما هو الا تمهيد ومقدمة لتفكيك المجتمع

ماهي شواهد التلوث الاخلاقي؟

انها لأشهر من علم ،واضحة جلية في كل جنبات المجتمع،مست غالبية مؤسساته بما فيها تلك المعول عليها في مجال التنشئة الاجتماعية سواء التقليدية ام المستحد ثة .مع العلم انها كلها متفاعلة يغذي بعضها بعضا ،اتحدت فيها الاسباب والنتائج، فالاسرة والشارع،المدرسة ،الجمعية ،والاعلام وغيرها ،كلها مصابة بسموم التلوث الاخلاقي .

ان الاخلاق الهابطة لعدد من الاسر حيث تكاد تختنق السكينة والمودة والرحمة، تدشن الاسر لبناتها الاولى باخلاق فاسدة ...، بسلوكيات لا تنم الا عن العبثية وافتقاد حس المسئولية ،فقداصبحت العادة الجارية عند الكثير من الناس ان المواعيد واللقاءات المشبوهة بين الذكور والاناث مقدمة اكيدة للخطبة وعقد القران، ناهيك عن حفلات الاعراس وما تعج به من العادات القبيحة القديمة والجديدة.......

التلوث الاخلاقي خطريهدد تماسك المجتمع،فتفكك الأسر بسموم التلوث الاخلاقي ما هو الا تمهيد ومقدمة لتفكيك المجتمع .ان قوة تماسك جسم المجتمع بصحة وقوة تماسك خلاياه الصغيرة .وتستمد الخلايا قوتها من شرط اساسي هو ان تكون سيرتها وفق القانون الذي ينظمها ،وفق سنة الله التي اودعت فيها.

وتستمرثمرات الاصل الفاسد على راسها شرب الخمر والاختلاط الماجن فقد تلوث اجواء الأسرقبيحه يتقاذفها الأزواج و الأبناء و سلو?يات شاذة يعبر عنها بجلاء مصير الابناء (ابناء الشوارع) و مصيرالاباء (اباء الشوارع او دور العجزة).نرى ?يف يسترخص الزوج زوجته،و الوالد ابناءه، و الام جنينها و...و الرحم في عليائها تعد و تتوعد: من وصلني وصله الله و من قطعني قطعه اللة

ان اللحمة التي تجمع بين م?ونات المجتمع و التي تتهددها سموم التلوث الاخلاقي بالتفتت هي ديننا،هي اسلامنا اولآ و قبل ?ل شيء والاسلام لا غيره،هو الاصل الذي يجمعنا و يوحدنا، و ماعداه انما هي فروع تستمد قوتها من الاصل.
انظرو السهولة التي يتملص بها هؤلاء من مسؤولياتهم بل تسائلوا عن المودة و الرحمة ?يف ضاعت.

والمدرسة ي?اد يختنق فيها التعليم و التعلم والتربية،لقد اضحت المدرسة مرتعا خصبا للسموم الاخلاقية خطيرة تجد هناك مروجين ا?فاء عن قصد وغير قصد.

اضحت المدرسة و?را ل?ل من هو شاذ، مروجي المخدرات،ومجالا لنسج علاقات لا اساس لها بين الفتيان و الفتيات، و ?ل ما استجد من البسة العهر و الت?شف...و ?ل المفاسد...

و نحمل ?ل المسئولية على الاعلام و خاصة القنوات الفضائية و البيوت المختنقة بما تنفثه من سموم اخلاقية لاحصر لها اش?الآ و الوانا.لا يحق لنا ان نن?رما لها من ايجابيات، ل?ن ماح?م?م في وجبة شهية وضعت فيها قطرات سم، سم قاتل والاحري ان نقول انها وجبت سم وضعت فيها بعض الطيبات.انها تقتل فينا الحياء و الهوية و العلاقات العائلية و ?ل ما هو طيب.

هنا ن?اد نحمل التلفاز ?امل المسئولية في الحصيلة لانه حائز بامتياز على رخصة التدبيرالمفوض لتربية النشئ. و ل?ن سؤالي للاسر؟ الا ترون بما يسلبونه من?م من قيم جميلة؟ هل تدر?ون خطورة مهمت?م؟

ول?ن في الشارع...فتل? تعرض جسدها في الشارع على العموم دون حياء تتحرش بالذ?ور بطريقتها وذل? يمسك بحرارة بيدي مرافقته ويحتك بها او يعانقها وهذا يتحرش بتلك... و لا احد يحرك سا?نا.

ان اللحمة التي تجمع بين م?ونات المجتمع و التي تتهددها سموم التلوث الاخلاقي بالتفتت هي ديننا،هي اسلامنا اولآ و قبل ?ل شيء والاسلام لا غيره،هو الاصل الذي يجمعنا و يوحدنا، و ماعداه انما هي فروع تستمد قوتها من الاصل.

مادام ان الاسلام هو الاصل فشجرتنا ثابته و فرعها في السماء مهما هبت عليها الرياح العاتيات،اما اذا استغنينا عنه بأصل اخر فمال الى الضياع.