{وداعاً مدرستي}" هنـــاء "
اليوم هو السبت استيقظت متأخرة ... و نظرت للساعة ...
يا الهي !! إنها السابعة و النصف !!!
لقد تأخرت كثيراً !!!!
لماذا لم يوقظني أحد؟!!!
لا أمي و لا الخادمة؟؟؟
لا وقت للحساب الآن !
أين مريولي؟...... ها هو ..... و حقيبتي ؟...
و انزل على السلالم مسرعتاً.
أم هاني" مندهشة ": هنــــاء!!!! لم تذهبي للمدرسة بعد؟؟!!!
هناء: لا..
أم هاني" موبخه هناء": لِمَ أنتِ متأخرة هكذا؟ لقد بدأت الحصة الأولى منذ ربع ساعة!!!.
هناء: أمي لا وقت للحساب الآن ... فأنا مستعجلة.
و خرجت مسرعتاً للسيارة و جعلت السائق يقود السيارة بسرعة كي أصل بأسرع وقت ممكن......... و أخيراً.......... ها قد وصلت ......و لكن يال الأسف!!!!
لقد انتهت الحصة الأولى !!!...... و سيضحكون علي الطالبات لتأخري الزائد هذا!!!
...... ربــــاااااه ساعدني .....
و عند وصولي للفصل ........
كما توقعت!!
فالطالبات أخذن يضحكن و يكركرن لتأخري هذا الزائد!!!
فهذه تقول: لم تنم جيداً البارحة ....
و الأخرى تقول: لم ترد أن تقطع حلمها الجميل!!!
و ثالثة و رابعة و خامسة و سادسة....
اصمتن رجاءاً!!...
كفى!!
سجى: تأخرتي كثيراً...ما السبب؟
هناء: لا أعرف ماذا دهاني ... البارحة لم أستطع النوم جيداً و اليوم لم أسمع رنين الساعة !!... و لا أمي.... و لا الخادمة ....أتوا ليوقظوني..
سجى: اها... اليوم كان آخر درس لنا بالرياضيات .... غداً سنبدأ بالمراجعة ... استعدي جيداً.
هناء: حسناً .... لحظة واحدة أ****ني دفترك لأنقل ما فاتني من الدرس و اليوم سآتي لكِ لتشرحي لي إياه..
سجى : لا بأس ... في أي ساعة ستأتين؟
هناء: الرابعة عصراً ... ما رأيك؟
سجى: جيد .... اتفقنا.
" و بـــعـــد مرور شــهـــر "
" هنـــاء "
تخرجت من الثانوية العامة ........ أخيراً....... و أنا كلي أمل في دخول كلية الطب.... فهي حلمي الشاغل منذ أيام الطفولة ... فخلال هذه الأشهر سيتحدد مستقبلي........
و من ثم أخذت أنظر إلى الساعة لأنتظر وصول هاني الذي لديه الخبر اليقين .
و فجأة سمعت رنين الجرس.....انه هاني أخي...
أخذ ينظر لي بفرح و الفرحة لا تسعة.
فسألته قائلة: هاني... أين شهادتي؟؟ و كم نسبتي؟؟
فرد عليَ قائلاً: هناء نسبتك 99,8 %
عند سماعي لهذا الخبر أخذتني الفرحة بشدة لم أستطع التحمل .
هناء: ماذا تقول؟؟؟ لم أسمعك جيداً.
هاني: قلت.... أن نسبتك 99,8 % ..... معنى هذا أنكِ تستطيعين دخول كلية الطب...
هناء: هل أنت متأكد يا هاني؟؟ أأنت متأكد أنك لم تخطيء بالاسم؟؟
هاني: أنا متأكد 100 %
فأخذت أحتضن أخي بقوة شديدة و ذهبت راكضة متوجهة إلى والداي.
هناء " بفرح ": أمي..... أبي.
أبا هاني: ماذا بكِ يا هناء؟؟
أم هاني: هل جاء هاني بالنتيجة ؟
هناء: نعم يا أمي لقد أتى بالنتيجة و نسبتي 99,8%
و من ثم أخذا والداي يحتضنانني بقوة شديدة معبران لي عن فرحتهما الشديدة لنسبتي هذه.
أبا هاني : مبروك يا ابنتي... فأنتِ تستحقين هذه النسبة.
هناء : الله يبارك فيك يا والدي.
******
" هاني "
بما أن هناء أختي الوحيدة لا تستطيع وصف شعورها بنسبتها فأنا سأخبركم بما حصل..
استيقظت في الصباح الباكر ... ووجدت هناء تمشي ذهاباً و إياباً بصالة المنزل أي في حالة توتر شديد.
هاني: هناء!!!!
هناء: نعم..
هاني: ألم تنامي بعد!!!!
هناء: لا لم أنَم.... لم أستطع النوم ... هاني ماذا لو أن نسبتي..
هاني" مقاطعاً ": اطمئني يا هناء .... فلن يكتب الله لكِ إلا كل خير .. فاطمئني... أنتِ أرهقتي نفسك كثيراً خلال هذا العام بالجد و المذاكرة ... فلا تخافي ...... هناء عزيزتي اهدئي قليلاً و اقرأي آية الكرسي و المعوذات.
هناء: إن شاء الله يا هاني ... هيا يا هاني اذهب لإحضار نتيجتي فاليوم هو الموعد .... أريد أن أعرف نتيجتي أرجوك.
هاني: حسناً أنا ذاهب الآن .... إلى اللقاء.
هناء: إلى اللقاء.
و عند استلامي الشهادة فرحت كثيراً لهناء فقد كانت نسبتها 99.8% أي بإمكانها تحقيق حلمها إن شاء الله و لهذا قررت أن أعمل لها مفاجأة و لكن ليس الآن سأذهب أولاً لأزيح توترها.
أتعلمون ما هي المفاجأة؟!!!
لن أخبركم..
عند وصولي للمنزل رأتني هناء على هذه الحالة من الفرح الشديد فاستنتجت أن نسبتها رائعة.
هناء: هاني أين شهادتي؟ و كم نسبتي؟
فأخبرتها بنسبتها و أن بإمكانها دخول كلية الطب كما تريد... فتظاهرت أمامي أنها لم تسمع ما قلت فسلمتها شهادتها و الجريدة لتتأكد و أعدت كلامي على مسمعها لتتأكد أكثر.
و من ثم احتضنتني و ذهبت راكضة مثل طفلة صغيرة في الثامنة و ليس الثامنة عشر!!! متوجهة إلى والداي ليشاركاها بالفرحة ..
و لقد اتفقوا جميعاً بعمل حفلة عائلية صغيرة لهناء و سجى.
فلقد علمنا أيضاً أن سجى هي الأخرى نجحت بتفوق و نسبتها 96%
******
" و في الطرف الآخر "
" سجى "
اليوم هو يوم سعدي فقد تخرجت من الثانوية العامة ... أخيراً ... ليس فقط من الثانوية العامة بل من المدرسة بأكملها... أكاد أطير من الفرح.
و الأكثر من ذلك أن نسبتي 96% معنى ذلك أنني أستطيع دخول التخصص الذي أريده ... و لكن الشيء الوحيد الذي لم يكمل فرحتي هو عدم وجود سالم.. إن سالم يعمل بالجيش و لقد اتصل بي اليوم ليبارك لي نجاحي .. و لكن يال الأسف فلقد أخبرنا بأنه لا يستطيع المجيء إلينا خلال يومي الخميس و الجمعة و لكنه وعدني أن يكون موجوداً في الأسبوع المقبل إن شاء الله ... و لهذا قررنا أن يكون موعد الحفلة في الأسبوع القبل إن شاء الله.
******
" سالم "
كنت أريد الذهاب إلى المدينة لأرى أهلي و أرى الفرحة على وجه كُلاً من هناء و سجى بنتيجة كُل من هما الرائعة هذه .. فقد فرحت لهما كثيراً .. و لكن يال الأسف الظروف لم تسمح بذلك فقد ألزم علينا القائد بالقاء أنا و بعض الجنود و ذلك لإنجاز بعض المهام المهمة.
القائد: سالم رياض.
سالم: نعم سيدي.
القائد: ستظل أنت و بعض الجنود المذكرة أسمائهم في هذه الورقة هذان اليومان لإنجاز هذه المهام.
سالم: أمرك سيدي.
القائد: انصرف.
و عند رجوعي للغرفة أخرجت صورة لي أنا و هناء و سجى عندما كنا صغاراً... فلازلت أحتفظ بمثل هذه الصور... و هذه الذكرى الرائعة.
و من ثم أتى وليد صديقي العزيز و جلس بجانبي و أخذ ينظر للصور معي.
وليد: من الرائع أن تحتفظ بصوركم و أنتم صغار.
سالم: من هاتان الفتاتان؟
سالم: هذه سجى أختي على اليمين... و هذه هناء ابنة خالتي على اليسار.
وليد: و لماذا هما هكذا خائفتان؟
سالم: أذكر في هذا اليوم كنا ذاهبون إلى " العين " و كانتا سجى و هناء خائفتان من النزول في الماء فوقفا بجانبي بهذا الشكل فالتقطت خالتي هذه الصورة المضحكة..
وليد: هههه
و من ثم أخذ وليد ينظر بين الصور فرأى صورة جميلة لسجى و هي في السادسة عشر من عمرها... وليد لم يقصد النظر لهذه الصورة عمداً بل رآها بالصدفة.
وليد: أنا آسف يا سالم لم أقصد رؤية صورة أختك بدون الحجاب!!
سالم: لا عليك... فأنا أعرفك جيداً.
******
" وليد "
بينما أنا أنظر بين الصور وجدت صورة لفتاة في قمة الجمال فعرفت أنها سجى فأنا رأيتها قبل شهر و نصف في المجمع و لكني رأيتها مرتدية حجابها فلم أستطع أن ألحظ غير جمال وجهها فقط!!.. أما هذه المرة رأيتها بالكامل ... رغم أنني لم أقصد ذلك و لا أعرف لماذا انطبعت صورتها في مخيلتي!!
******
" هناء "
اليوم سأذهب للكلية لأجري امتحان القبول كم أنا خائفة ... ماذا لو لم أجري الامتحان جيداً.!! .... ماذا لو أن تعبي خلال هذا العام ذهب سدى !!!؟!!.... كم أنا خائفة
و من ثم أخذت أقرأ المعوذات في سري و أقرأ بعض السور الصغيرة و أدعو الله أن يوفقني بالامتحان إن شاء الله.
هاني: هيا يا هناء سأوصلك للكلية.
هناء: حسناً أنا قادمة.
* طوال الطريق و أنا خائفة و متوترة و قد لاحظ علي هاني عَلَيَ هذا التوتر *
هاني: هناء.... ألِهذه الدرجة أنتِ خائفة ؟!!
هناء: و أكثر....
هاني: لا تخافي عزيزتي .... ستجرين الامتحان على خير إن شاء الله.
هناء: إن شاء الله.
هاني: ها قد وصلنا.
وطبعاا انتظرواا البقية بعد تفااعلك ...... كماا العاادة